أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، أن فشل قطر في تسييس ملف منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) إنذار مبكر، وسيفشل معه التوجه الكارثي لتسييس الحج، معتبراً أن الحل يكمن في المراجعة الصريحة لتراكم أخطاء في حق المنطقة والجار، في وقت رفضت فيه «إيكاو» طلباً قطرياً بإدانة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، ورحبت بالتزام الدول الأربع بمواصلة العمل على تنفيذ الحلول الفنية، وتعزيز سلامة الطیران المدني الدولي في المنطقة العربية.
أنور قرقاش:
الحل مع الدوحة يكمن في المراجعة الصريحة لتراكم أخطاء في حق المنطقة والجار.
استراتيجية قطر في التعامل مع أزمتها محكوم عليها بالفشل لأنها لا تعالج جذور الأزمة.
وكتب قرقاش على حاسبه على «تويتر»، أمس، «استراتيجية قطر في التعامل مع أزمتها محكوم عليها بالفشل، لأنها لا تعالج جذور الأزمة، دعم التطرف والتدخل لتقويض أمن واستقرار دول المنطقة».
وأضاف أن «فشل قطر في تسييس ملف (الأيكاو) إنذار مبكّر، وسيفشل معه التوجه الكارثي لتسييس الحج، والحل في المراجعة الصريحة لتراكم أخطأ في حق المنطقة والجار».
وعقد مجلس «الإيكاو» جلسة استثنائية بناءً على الشكوى المقدمة من قطر، أول من أمس، وفقاً للمادة 54 (ن) من اتفاقية الطيران المدني الدولي (شيكاغو 1944)، التي تمنح الدول الأعضاء الحق ببحث أي مسألة تتعلق بالاتفاقية.
وشارك في الاجتماع الذي عقد في مدينة مونتريال الكندية، وفد دولة الإمارات برئاسة وزير الاقتصاد، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، سلطان المنصوري، لمناقشة العمليات الآمنة للرحلات الجوية في المنطقة العربية.
كما شارك في الاجتماع وزير الطيران المدني في مصر شريف فتحي، ورئيس الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية عبدالحكيم بن محمد التميمي، ووزير النقل في البحرين كمال أحمد محمد.
وشمل أعضاء وفد الدولة المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني، سيف محمد السويدي، وممثلة دولة الإمارات لدى مجلس (الإيكاو) الكابتن عائشة الهاملي، ومدير الشؤون القانونية بوزارة الخارجية عبدالله النقبي، وسفير الدولة في كندا محمد الشحي، ومدير إدارة الحركة الجوية في الهيئة العامة للطيران المدني حمد البلوشي.
وقال المنصوري في بيان أمام الاجتماع إن «التدابير التي اتخذتها الدول الأربع في إغلاق المجال الجوي لها حالات سابقة في هذه المنظمة، وتؤكد الدول أن إغلاق هذه الأجواء هو رد مشروع ومبرر، ومتناسب مع تصرفات دولة قطر، ويسمح به القانون الدولي».
وفي ما يتعلق بمزاعم قطر، أوضح المنصوري أنه «بموجب القانون الدولي، يعني مصطلح الحصار، إجراء يمنع دخول وخروج جميع السفن من وإلى الموانئ، وبالمثل، الطائرات من وإلى المطارات، في حين أن المطارات في قطر والمجال الجوي مفتوحان، ومازالت موانئها البحرية تعمل بكامل طاقتها واستقبال السفن والسلع، وجميع حركة الطيران الدولية الأخرى تعمل بشكل طبيعي من وإلى قطر أثناء استخدام المجال الجوي».
وأتبع بيان الوزير عرض تقني قدمه حمد البلوشي، نيابة عن الدول الأربع، يشرح الترتيبات والطرق التي يتم تنفيذها من خلال التعاون الناجح بين جميع الدول المعنية بالتنسيق مع مكتب «الإيكاو» الإقليمي في القاهرة، والتي تضمن التشغيل الآمن للرحلات الدولية في المنطقة. وقدمت وفود الإمارات والسعودية والبحرين ومصر ورقة عمل مشتركة، تضمنت الإجراءات التي تم اتخاذها بالتعاون مع مكتب «الإيكاو» الإقليمي بالقاهرة، من أجل تعزير السلامة الجوية فوق المياه الدولية بإقليم الشرق الأوسط، والتي تضمنت فتح تسعة مسارات جوية إضافية، لتخفيف الضغط عن المسارات الحالية فوق المياه الدولية.
ولقيت الورقة استحسان أعضاء المجلس، الذي أشاد بروح التعاون بين دول المنطقة على مستوى الفنيين في الطيران المدني.
وقدمت الأمانة العامة للمنظمة ورقة عمل تدعم ما جاء في ورقة عمل الدول الأربع، من خلال تقرير فني أكد لأعضاء المجلس سلامة الأجواء، وفق خطة الطوارئ التي تم تفعيلها وفق الملحق الـ11 من اتفاقية شيكاغو.
واتخذ المجلس قرارات عدة، شملت الطلب من الأمانة العامة أن تواصل تنفيذ ما جاء في خطة الطوارئ، وتشجيع الدول على التعاون من أجل ضمان تنفيذ الحلول الفنية، وتشجيع الأمانة العامة على تحديث المعلومات بصورة دورية منتظمة وتقديمها إلى المجلس، ابتداءً من دورة المجلس المقبلة، والتنويه بروح التعاون، وتكليف رئيس المجلس ببذل مساعيه الحميدة لتسهيل المسائل الفنية العالقة، إن وجدت، وحث جميع الدول الأعضاء في منظمة «الإيكاو» على التقيد بروح اتفاقية شيكاغو، والتعاون لضمان سلامة وأمن وكفاءة واستدامة الطيران المدني الدولي.
وأقرت الدول الأعضاء في مجلس منظمة الطيران الدولي، التي حضرت الاجتماع، بالتنفيذ الناجح لخطة الطوارئ الإقليمية، والتزام جميع الأطراف بالحفاظ على أعلى معايير السلامة للرحلات الجوية الدولية في المنطقة.
في السياق، سجل الوفد السعودي المشارك في الاجتماع اعتراضه على البيان القطري، الذي «لم يلتزم بمسببات عقد الجلسة».
وألقى رئيس الوفد القطري وزير النقل بياناً تهجم فيه على الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، ووصف قرارات المقاطعة بأنها «إجراءات تعسفية اتخذتها الدول الأربع لحصار دولة قطر»، كما زعم.
واعترض رئيس الوفد السعودي على البيان القطري، الذي «لم يلتزم بمسببات عقد الجلسة الاستثنائية بموجب المادة 54 (ن) المخصصة للأمور الفنية فقط»، وسجل رئيس وفد المملكة رفضه للبيان القطري «المليء بالمغالطات والمخالف للواقع بالنيابة عن الدول الأربع».
المصدر: الإمارات اليوم