أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور بن محمد قرقاش، أمس، أن قطر سرعان ما ستدرك أن العزلة لا يمكن أن تكون خياراً راشداً، مشدداً على أن التخندق المتوقع في المواقف لن يستمر. في وقت بدا الارتباك القطري واضحاً بعد تصريحات السعودية بشأن «تدويل الحرمين»، وحاولت الدوحة إنكار منع تسجيل مواطنيها لموسم الحج، على الرغم من أن موقع إدارة الحج القطرية يظهر استمرار إغلاق باب التسجيل للحج.
أنور قرقاش:
• «تبقى الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها، فبرغم أهمية الإعلام إلا أنه جزء من مشهد الأزمة، والثقل الأكبر هو للوزن السياسي وحقائق الاقتصاد والجغرافيا».
• «أدوات العقد الماضي الإعلامية فقدت جزءاً كبيراً من قدرتها على الحشد والتأثير، حيث أصبحت الساحة الإعلامية والتقنية العربية أكثر تنوعاً وتنافسية».
ونصح قرقاش في تغريدات على «تويتر»، الدوحة بأن العزلة التي اختارتها بسبب تعنتها لا يمكن أن تكون خياراً راشداً.
وكتب: «مشاهداتي الإعلامية في الأزمة تشير إلى زيادة أهمية التواصل الاجتماعي بالصحافة التقليدية والفضائيات، الأخيرة تقلصت قدرتها على الحشد والتأثير».
وقال: «برغم أن الإثارة قد تجذب لوهلة إلا أن الرأي المدروس والعاقل يبقى أكثر تأثيراً، وأرى أن اللغة المحترمة الرصينة هي التي تقود الحوار الجدي وتحركه».
وأضاف: «التخندق المتوقع في المواقف لن يستمر، فطول الأزمة سينعكس على العديد من الآراء المتحمسة، وسرعان ما ستدرك أن العزلة لا يمكن أن تكون خياراً راشداً».
وأوضح أن «أدوات العقد الماضي الإعلامية فقدت جزءاً كبيراً من قدرتها على الحشد والتأثير، حيث أصبحت الساحة الإعلامية والتقنية العربية أكثر تنوعاً وتنافسية».
وقال: «تبقى الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها، فبرغم أهمية الإعلام إلا أنه جزء من مشهد الأزمة، والثقل الأكبر هو للوزن السياسي وحقائق الاقتصاد والجغرافيا».
من ناحية أخرى، أنكرت قطر منع تسجيل مواطنيها لموسم الحج، واصفة هذه الأخبار بالملفقة والمشوهة للحقائق على الرغم من أن موقع إدارة الحج القطرية يظهر استمرار إغلاق باب التسجيل للحج أمام القطريين والمقيمين فيها.
واتهمت الدوحة السعودية بتسييس الأمور الدينية عبر الامتناع عن التواصل معها لتأمين سلامة الحجاج وتقديم الضمانات لهم، نافية الاتهامات بتدويل الحج، على الرغم من إرسالها رسالة إلى الأمم المتحدة تدعو فيها للتدخل عبر جمعية تحتضنها السلطات القطرية. كما خرجت دعوات في وسائل إعلامها حول ضرورة تدويل المشاعر المقدسة.
وكانت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب دانت عرقلة الدوحة وصول الحجاج القطريين لأداء مناسك الحج.
وعقد وزراء خارجية الدول الأربع اجتماعاً في المنامة أعقبه مؤتمر صحافي للوزراء الأربع.
وجاء في بيان صادر عن الاجتماع أن الدول الأربع «استنكرت قيام السلطات القطرية المتعمد بعرقلة أداء مناسك الحج للمواطنين القطريين الأشقاء. وأشادت في هذا الصدد بالتسهيلات المتواصلة التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين لاستقبال حجاج بيت الله الحرام».
واعتبر وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن «طلب قطر تدويل المشاعر المقدسة عدواني وإعلان حرب ضد المملكة».
وأضاف في حديث مع قناتي «العربية» و«الحـــدث» على هامش الاجتماع الرباعي في المنامة: «نحتفظ بحق الرد على أي طرف يعمل في مجال تدويل المشاعر المقدسة».
وكانت السعودية رفضت، على لسان وزير خارجيتها، «محاولة قطر تسييس وصول الحجاج القطريين إلى المملكة».
وقال الجبير، خلال المؤتمر الصحافي المشترك لوزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين ومصر بعد اجتماعهم في المنامة، إن «تاريخ المملكة واضح في تسهيل وصول الحجاج».
واعتبر قرار الدوحة منع مواطنيها من الحج يعكس عدم احترامها للحجاج القطريين، مبدياً ترحاب المملكة بهم.
وذكّر وزير الخارجية السعودي، بأن «المملكة تبذل جهوداً كبيراً في تسهيل وصول الحجاج والمعتمرين». وأكد الجبير أن «السعودية ترحب بأداء القطريين للحج مثلهم مثل بقية الحجاج».
وفي سؤال حول بعض الأصوات القطرية المنادية بتدويل الأراضي المقدسة، أبدى وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، انزعاجه، واعتبر أن «هذا الكلام لا يأتي إلا من عدو»، مشيراً إلى إيران. وقال إن «هذه الأصوات تضع نفسها في خانة هذا العدو».
المصدر: الإمارات اليوم