في دورته 24 لهذا العام يحتفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب بأحد أعظم شعراء العرب الذين لا تزال أعمالهم مصدر إلهام الكثير من رواد الفن الخامس وهو أبو الطيب المتنبي. كما تحل السويد مع أكثر من 20 ضيفا محملين بنكهة الحياة الثقافية السويدية النابضة بالحيوية ضيف شرف على المعرض الذي ينطق هذا العام بـ33 لغة أجنبية جاءت محملة بنصف مليون عنوان من 57 دولة في العالم.
عشاق الشعر العربي سيجدون ضالتهم في الدورة 24 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي افتتح أمس الأربعاء ويستمر حتى الخامس من مايو/أيار الجاري، حيث يحتفي هذا العام بشخصية تركت بصمتها في عالم الفن الخامس عند العرب وهو أبو الطيب المتنبي.
وحل صاحب 326 قصيدة على المعرض عبر جناح خاص، ضم من المكتبة العالمية 30 عنوانا مما كتب في شعر المتنبي ودواوينه الشعرية والرسائل الجامعية التي تم إعدادها عنه بلغة الضاد التي تفنن بمداعبة كلماتها ونسجها في أبيات وقوافي، وبلغات أجنبية أخرى كالفرنسية والإنكليزية والإسبانية التي تأثرت بإبداع أحد أهم شعراء العرب في جميع العصور.
“المتنبي…مسافرًا أبدًا” والسويد ضيف الشرف
وتوقفت رحلة “المتنبي… مسافرًا أبدًا” (عرض تزاوجت فيه نغمات العود بالأبيات الشعرية والغناء) عند محطات حملت زائر المعرض إلى العراق والبادية وحلب ولبنان ومصر، لينتهي بها المطاف بمشهد عالمي يُغنى فيه شعر المتنبي بلغات عالمية، ليكون بذلك احتفاء عالمي بالمتنبي، كشاعر “العرب والعالم”.
وشارك في العمل الممثل والمخرج المسرحي جهاد الاندري والذي ألقى أشعار المتنبي، فيما قدم المعزوفات الموسيقية 13 عازفا من أبرز الموسيقيين والأكاديميين في العالم العربي، رافقتهم جوقة من ستة مؤدين. وقد تم تشييد مسرح متكامل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض خصيصا لهذا العرض.
وجاءت السويد، ضيف شرف الدورة 24، محملة بأدبها وثقافتها لتعطي صورة أخرى أكثر عمقا عنها، حيث تضمن جناحها أبرز الكتاب والمثقفين الذين جاؤوا لعرض المشهد الثقافي الحيوي في المملكة، مستعرضين أهم المؤلفات الصادرة فيها والإنجازات التي حققتها في المجالات الثقافية في مساحة بلغت 96 مترا مربعا.
وعن سبب اختيار السويد قال جاسم الدرمكي نائب المدير العام في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة “السويد من البلدان الفاعلة ثقافيا وقد عُرفت بمدها لجسور التواصل الحضاري مع الثقافات الأخرى في كل مكان عبر أنشطة ثقافية متنوّعة تحتفي بالثقافة. ولعلنا نتذكر مملكة السويد في ميدان الجوائز التي تقدر الجهد الإنساني بكافة أشكاله وتشجع على الإبداع وتحتفي بالكتاب والعلماء من خلال جائزة نوبل، كما أننا نتذكر إسهامها في الحفاظ على التراث الإنساني، وأصبحت بذلك من خلال مبادراتها الإبداعية نموذجا حيويا للتواصل الفكري”.
وشهد معرض أبوظبي للكتاب الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والإعلام، نموا هذا العام، حيث قدم 33 لغة أجنبية جاءت حاملة في حقائبها أكثر من نصف مليون عنوان تمثل 1125 دار نشر في 57 دولة من العالم.
المصدر: مليكة كركود – فرانس 24