ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
«الرجل يحب ليسعد بالحياة، والمرأة تحيا لتسعد بالحب»
جان جاك روسو
كانت غنيةً جداً، ولكنها كانت تشعره أنه أغلى ما تملك، وكان فقيراً جداً، ولكنه كان يشعرها أن مالها أقلُّ ما تملك!
هكذا تحدث قس بن ساعدة في كتابه الجميل «حديث الصباح» عن الحب بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم وزوجه خديجة عليها رضوان الله. كانت تاجرة ذات مال وجاه، وكان لا يملك من الدنيا إلا مكارم الأخلاق وتمام الأمانة، ولهذا وظفته عندها ليذهب بتجارتها إلى الشام، وأوفدت معه غلامها ميسرة لتتوثق من كلام الناس عنه، فلما رجع وأكَّد لها الخبر أرسلت إليه قائلة: «يا ابن عمّ! إني قد رَغبْتُ فيك لقرابتك، وشرفك في قومك وأمانتك، وحُسْنِ خُلقِك، وصِدْقِ حديثك» فتم الأمر بمباركة أشراف قريش.إذا افترضنا أنّنا نستغرق في النوم 8 ساعات، فإنّا تقريباً نقضي نصف يومنا في مقر العمل، وبما أن طبيعة الحياة فرضت «الاختلاط» في الكثير من أنشطة حياتنا، فقد أصبح الكثير من الأخبار التي تُنْبِئ عن «علاقة حب» بين موظف وزميلته في العمل مألوفة، منها ما تكللت بالزواج وأعقبه البنون، ومنها ما ماتت في مهدها.
هذه طبيعة البشر، ولا يستطيع أحد أن ينكرها، ولكن هناك أيضا محاذير لابد أن تراعى، مثلاً: قد تكون هناك قوانين صريحة في العمل أو أعراف وعادات تمنع مثل هذه العلاقات العاطفية، وقد تقوم العلاقة على مصلحة مؤقتة كأنْ تكون علاقة حب بين رئيس ومرؤوسه وهنا قد ينتهي الأمر بأن يخسر أحدهما عمله الحالي، وأحيانا قد لا يتقبل الطرف الآخر هذه العلاقة وهنا ربما تصل الأمور إلى «التحرش» وهو سلوك غير سَوِيّ والكل في غنى عنه، وقد تبدأ علاقة حب، ولسبب ما، سرعان ما تنهار، ثم يذهب أو يمضي كلٌّ إلى غايته، وهنا يبدأ العذاب النفسي لكلا الطرفين وخصوصاً عندما يضمّهما فريق عمل مشترك وتتجدد الذكريات المؤلمة، وأما أن تكون هذه العلاقة بداية لزواج ثاني فهنا قصة لن تنتهي، من بناء بيت جديد مع هدم آخر !
فهل «علاقة الحب» هذه موجودة حقا؟ أقول: نعم، إنها موجودة بالتأكيد، هذا واقع، وفي كل بيئة عمل. وما أجمل أن يكون شعارها «الستر زين» لأنها تتناول العرض والشرف و خروجها للعلن قد يسبب «جراحاً» لاتندمل وما أروعَ أن يكون عنوانها الأول «الوفاء» !!وهنا وقفة تأمل مع من علمنا «الوفاء» ومكارم الأخلاق:
بعد وفاة خديجة بسنوات طويلة، رأى صاحباتها فخلع رداءه وفرشه لهن ليجلسن، وقال لمن معه: هؤلاء صويحبات خديجة !ولهذا كان قوله «إني رزقت حبها» أجمل ما قيل في الحب!
المصدر: الخليج