رحل لي كوان في الساعة 3:18 صباح أمس ليغيب الموت صانع نهضة سنغافورة وأهم قادتها السياسيين. وكان لي أول رئيس حكومة في سنغافورة منذ عام 1959 بعد تخلص بلاده من الوصاية البريطانية وكان في الخامسة والثلاثين آنذاك وظل في منصبه حتى عام 1990.

وولد لي لعائلة من أصول صينية في 16 سبتمبر (أيلول) 1923. وتمكن أن يحول سنغافورة من جزيرة مليئة بالمستنقعات والبعوض إلى مركز مالي عالمي واستثماري تكتظ فيه ناطحات السحب، وقفز فيه دخل الفرد 3 مرات، وتعد حكومته من بين أقل حكومات العالم فسادا.

وتمتع لي بشخصية كاريزمية، واشتهر بشكل كبير بصفته المؤسس الأول لسنغافورة الحديثة وأطول رئيس وزراء في التاريخ يشغل ذلك المنصب، كما أنه واحد من أكثر الشخصيات السياسية تأثيرا في آسيا.

وكان أشهر الأقوال للي كوان حول حلمه بتحويل «سنغافورة من واحة من العالم الأول في منطقة من العالم الثالث»، وهذا ما تحقق على أرض الواقع. وعرف لي كوان بشخصيته القوية الواقعية وبعقليته العملية، فمن المعروف أن تفكيره كان «بين الخليط الساحر من الجاذبية والخوف».

وينسب إلى لي الذي كان محاميا، وتخرج في جامعة كمبردج البريطانية، الفضل في النهوض السريع لسنغافورة لتصبح مركزا ماليا وتجاريا عالميا وواحدة من أغنى دول العالم على أساس دخل الفرد.

ولكن يذكر أن بعض المدافعين عن حقوق الإنسان انتقدوا لي الذي نال شهادته في بريطانيا لأنه حكم البلاد بيد من حديد وكان مصير منتقديه السياسيين السجن.

المصدر: لندن: «الشرق الأوسط»