افتتح في معهد العالم العربي بباريس معرض «كان يا مكان قطار الشرق السريع» في حضور وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ورئيس المعهد جاك لانغ ومديرته منى خزندار والسفراء العرب المعتمدين في العاصمة الفرنسية، والنائب اللبناني وليد جنبلاط وزوجته نورا.
ويتوقف القطار الأسطوري في ساحة المعهد في إطار المعرض الذي يستمر حتى ٣١ آب (أغسطس) المقبل. وتمكن المعهد من عرض هذا القطار بالمساهمة مع الشركة الوطنية للسكك الحديد.
ويقسم المعرض قسمين، الأول هو القطار نفسه بالعربة الأولى تتبعها ثلاث للركاب وعربة مطعم، وفي كل منها إخراج خيالي للحضور في العربات لمشاهير المسافرين في الزمن الماضي، من اسمهان إلى جوزفين بيكر وكاتبة القصص البوليسية آغاثا كريستي والكاتب غراهام غرين.
يقول الكاتب والديبلوماسي الفرنسي المستشرق جيل غوتيي الذي كان له دور كبير في المعرض في حديث إلى «الحياة»: «إن فكرة المعرض أتت من الشركة الوطنية للسكك الحديد SNCF التي أرادت استرجاع القطار السريع الذي كان يذهب من باريس إلى اسطنبول في تلك الفترة، ومعهد العالم العربي رأى أنها فكرة جيدة للتحدث عن هذا القطار مع توسعه إلى بغداد ورياق وطرابلس وحتى كان يصل إلى القاهرة». ويضيف: «وكانت حينذاك شركة قطارات النوم Compagnie des wagons lit تروج لرحلات من باريس إلى القاهرة في خمسة أيام ونصف وإلى بغداد في غضون ستة أيام، فرأينا في المعهد فرصة جيدة عبر هذا المعرض للتحدّث ليس عن القطار فحسب، ولكن أيضاً عن فترة الثورة الصناعية التي شهدت تقدماً كبيراً لأوروبا التي كانت تعمل على السيطرة على العالم».
ويوضح غوتيي أنه كان مفيداً «إظهار الإمبراطورية العثمانية التي كانت موجودة في تلك الفترة، وشعوبها التي شعرت بأنها تأخرت عن التقدم الأوروبي ورغبت في اللحاق بــه. فالقـطار الأول في الشرق الأوسط كان في مصر عام ١٨٥٦ بين القاهرة والإسكندرية في نــهايــة عهد السلطان عبدالحميد. وانهارت الإمبراطــورية والعالم العربي الذي كان جزءاً منها لم يتحرر حينذاك. فهذا هو التاريخ الذي يروى بموازاة تاريخ القطار في المعرض».
ويرى غوتيي أن هناك ما خلّد هذا القطار مثل رواية «جريمة في أورينت أكسبرس» لآغاثا كريستي التي كانت تركبه مراراً، لأن زوجها كان عالم آثار يعمل في العراق. ومعلوم أن هذه القصة حُوّلت إلى فيلم سينمائي عام 1974 أدى فيه آلبرت فينّي دور المحقق هيركول بوارو وأخرجه سيدني لوميت.
ويقول رئيس المعهد جاك لانغ لـ «الحياة»: «منذ توليت رئاسة المعهد، أردنا معرضاً قوياً ينعش الحركة الفنية ويجددها. وفي الأسابيع المقبلة، يستضيف المعهد أيضاً فعالية مهمة عن الحج ومكة يفتتحها الرئيس فرنسوا هولاند والأمير عبدالعزيز بن عبدالله نائب وزير الخارجية السعودي».
المصدر: باريس – رندة تقي الدين – الحياة