قطار الشمال يصل المملكة و«سار» تجري استعداداتها لبدء التشغيل التجريبي

منوعات

قطار المملكة

علنت الشركة السعودية للخطوط الحديدية “سار”، وصول أول قطاراتها لنقل الركاب الأسبوع الماضي إلى ميناء الجبيل التجاري.

وجرى نقل القطار لمرافق الصيانة الرئيسة التابعة للشركة بالنعيرية لإجراء الاختبارات الأولية والتأكد من جاهزيته لبدء برنامج التشغيل التجريبي.

ومن المقرر أن تباشر الشركة هذا البرنامج بشكل تدريجي ابتداءً من شهر يونيو المقبل مع استكمال بقية أجزاء بنيتها التحتية للخط الحديدي والمحطات وأنظمة الإشارات والتحكم.

يأتي ذلك ضمن الاستعدادات التي تقوم بها الشركة لبداية التشغيل التجريبي لقطار الركاب الذي يربط الرياض بالقريات مروراً بكل من المجمعة والقصيم وحائل والجوف.

الرميح ل«الرياض»: راعينا التحقق من كفاءة القطارات وتناغمها مع البنية التحتية والكادر

وضع كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة ضمن الأولويات في التصميم ابتداءً من صعودهم لمتن القطار

وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة الدكتور رميح بن محمد الرميح، أن الشركة قد أبرمت عقد تصنيع ستة قطارات لتقديم خدمات نقل الركاب على مشروع قطار الشمال منها أربعة نهارية واثنان ليليان للرحلات الطويلة بين الرياض والقريات. وكشف الدكتور الرميح، عن أن وصول قطار الركاب يأتي ضمن عقد تم إبرامه في مارس من عام 2012 مع شركة “كاف” الأسبانية لتصميم وتصنيع وتوريد قطارات، مضيفاً: “بموجب العقد سيتم توريد أربعة قطارات ركاب نهارية وقطارين ليليين”، مشيراً إلى أن التشغيل التجريبي لأول قطارات الركاب سيتم -بمشيئة الله تعالى- بداية شهر يونيو المقبل.

وأوضح أن الشركة وضعت هذا البرنامج بهدف التحقق من كفاءة القطارات للعمل في الأجواء المناخية الحارة والطبيعة الرملية للمملكة، وكذلك التناغم مع بقية أجزاء البنية التحتية الأخرى المتمثلة في السكة وأنظمة الإشارات والتحكم ومحطات الركاب، إضافة إلى الوصول بالكادر البشري الذي سيقوم على تشغيل وإدارة وصيانة كافة أجزاء هذا المشروع للكفاءة التي تُمكنه من تقديم خدمات تلاقي احتياجات وتطلعات الركاب المسافرين على “قطار الشمال”.

وكانت شركة “سار” قد وقعت في فبراير الماضي، عقداً لإدارة التشغيل والدعم الفني مع تحالف بريطاني بقيادة شركة “سيركو”، المتخصصة في تشغيل قطارات الركاب، والتي تشغل عدداً من القطارات في دول عدة، ويأتي من بينها “مترو دبي” في دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ تهدف “سار” من خلال إبرام العقد إلى ضمان توفر الكفاءة في الخدمة المقدمة لعملائها، إضافة إلى نقل تقنيات هذه الصناعة للمملكة لتحقيق استدامتها وتمكين شباب الوطن من تولي مهامها في المستقبل بإذن الله، ويضم التحالف البريطاني كل من شركة فريت لاينر Freightliner ومجموعة نت وورك ريل Network Rail، إضافة إلى “سيركو”.

توفير الخصوصية للعائلات وأماكن للصلاة وشاشات في الممرات لتحديد القبلة

يربط الرياض بالقريات مروراً بكل من: المجمعة والقصيم وحائل والجوف

وحول الطاقة الاستيعابية للركاب ذكر الرميح، أن القطار النهاري يتسع ل444 مقعداً فيما يبلغ طوله 280 متراً، حيث يتكون من قاطرتين وتسع عربات مختلفة الأنواع: أربع عربات للدرجة الاقتصادية، وثلاث عربات لدرجة رجال الأعمال، وعربة الوجبات الخفيفة، وعربة لنقل الأمتعة. أما القطار الليلي فيتسع إلى377 مقعدا، وبطول إجمالي قدره 383 متراً، حيث يتكون من قاطرتين و13 عربة مختلفة الأنواع: ثلاث عربات للدرجة الاقتصادية، وعربة واحدة لدرجة رجال الأعمال، وثلاث عربات لمقصورات النوم، وأربع عربات لنقل السيارات، وعربة الوجبات الخفيفة، وعربة لنقل الأمتعة، إذ يمكن للمسافرين تسليم أمتعتهم في محطة الركاب عند المغادرة واستلامها من “الأحزمة المتحركة” في صالة الوصول، مؤكداً أن جميع القطارات النهارية والليلية متطابقة تماما من الناحيتين الفنية والتصميمية ليتم تشغيلها بسرعة 200 كيلومتر في الساعة. الرميح أكد كذلك أن شركة “سار” وضعت فئة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة ضمن أولوياتها في تصميم قطاراتها ابتداءً من صعودهم لمتن القطار من خلال مساواة مستوى أرضية القطار بأرصفة المحطات لتسهيل عملية الدخول والخروج من وإلى القطار دون الحاجة لاستخدام السلالم، إضافة إلى دورات مياه واسعة تحوي تجهيزات خاصة.

د. رميح الرميح

وأضاف الرئيس التنفيذي ل”سار” أن الشركة حرصت كذلك على تخصيص أماكن لأداء الصلاة وتوفير شاشات كبيرة في الممرات لتحديد اتجاه القبلة وعرض معلومات الرحلة. وعن الحلول والخدمات الجديدة التي تعمل الشركة على تقديمها، ذكر بأنه تم تزويد بعض المقاعد بفواصل لتوفير الخصوصية للعائلات، مضيفاً بأنه تم تخصيص عربة منتصف كل قطار لتقديم الخدمات التموينية من وجبات خفيفة ومشروبات متنوعة. يذكر أن الشركة السعودية للخطوط الحديدية “سار” أنشئت عام 2006م، ونجحت خلال خمس سنوات في تدشين باكورة خدماتها على خط التعدين الذي يمتد مسافة 1400 كيلو متر من مناجم الفوسفات بحزم الجلاميد في اقصى الحدود الشمالية مرورا بمنجم البوكسايت في البعيثة بمنطقة القصيم وصولاً لمعامل التكرير في رأس الخير على الخليج العربي، الشركة أنجزت حتى اليوم نقل ما يزيد عن سبعة ملايين طن، أزاحت من خلالها أكثر 280 ألف شاحنة عن الطرق العامة، كما وفرت ما يزيد عن 500 ألف برميل من الديزل المقدر استهلاكه لو تم نقل نفس الكمية عن طريق الشاحنات.

المصدر : عبدالله الحسني – الرياض