كشفت قطر رسمياً عن نياتها، أمس، بإعلانها عن أنها لن تغيّر من سياساتها، في إشارة إلى تحالفها مع إيران ودعمها لتنظيمات إرهابية، وعلى رأسها الإخوان وحزب الله وحماس، لزعزعة استقرار المنطقة، فيما سارعت طهران إلى إنجاد حليفتها، بتطوعها فتح موانئها وأجوائها أمام قطر، وسط استعدادات تركيا لإرسال قوات إلى الدوحة.
ويعد الموقف القطري، الذي جاء على لسان وزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رسالة واضحة إلى كل الدول التي تدعو إلى حل الأزمة عبر الحوار، وأيضاً تحدياً سافراً لدعوات المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين إلى ضرورة تغيير قطر نهجها الداعم للإرهاب.
وأعلن وزير الخارجية القطري، أمس، أن بلاده «ليست مستعدة لتغيير سياستها الخارجية»، في إشارة إلى الدعوات السلمية من الدول التي قطعت علاقاتها مع الدوحة لتغيير سياساتها التي تقوض استقرار المنطقة.
وأضاف وزير الخارجية القطري، الذي حملت تصريحاته توجهاً صارخاً في التصعيد، أن «إيران أبلغت الدوحة باستعدادها لمساعدتها على تأمين الإمدادات الغذائية، وأنها ستخصص ثلاثة من موانئها لقطر».
وفي مظهر آخر من مظاهر نجدة إيران لحليفتها، أوردت قناة الجزيرة خبراً عن أن «قطر تستخدم الممرات الدولية للوصول إلى كل مناطق العالم كبديل للمجالات الجوية المغلقة، وإيران تفتح أجواءها».
قرقاش: فصل مأساوي
ووصف معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، التصعيد الكبير من الشقيق، المربك والمرتبك، وطلب الحماية السياسية من دولتين غير عربيتين والحماية العسكرية من إحداهما، بأنه فصل جديد مأساوي هزلي.
وشدد معاليه، في تغريدات على «تويتر»، على أن الاستقواء بالخارج لا يمثل حلاً، لافتاً إلى أن تغليب العقل والحكمة ومعالجة مشاكل الأشقاء الطريق الصحيح لحل الأزمة ويسهل مهمة الوساطات.
وتابع معاليه: «السؤال المحيّر منذ عقدين ما زال قائماً حول التوجه الذي تبناه الشقيق وكيف تقرر الأهواء الشخصية توجهات الدولة وتستعدي الأشقاء والمنطقة. الحكمة ومعالجة مشاغل الأشقاء الطريق الصحيح لحل الأزمة ويسهل مهمة الوساطات، فغريب من يطلب احترام استقلاليته ويهرع للحماية الطورانية». وأضاف معالي الدكتور أنور قرقاش أن «الأزمة مع الشقيق أغرب ما فيها من يقف معه، الإيراني والتركي والحمساوي والثوري والحزبي والإخونجي، ويسعى الخليجي والعربي بأن يغير الشقيق مساره».
وفي مقالة نشرها في صحيفة «تايمز» البريطانية، قال معالي الدكتور أنور قرقاش إن الإجراءات التي اتخذتها دول الخليج ضد رعاية قطر للإرهاب هي دفاع عن النفس. وأوضح معاليه: «أرادوا امتطاء نمر الإرهاب دون تحمل العواقب، وبدا من الواضح بعد القمة في الرياض مع الرئيس دونالد ترامب أنهم (قطر) كانوا يحاولون تقويض الإجماع الذي توصلنا إليه».
الجابر: طفح الكيل
في السياق، أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة، رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، أن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر تم اتخاذه بعد محاولات جرت على مدار سنوات لتغيير نهجها القائم على دعم التطرف.
ودعاها إلى اتخاذ خطوات ملموسة «من أجل الوصول إلى توافق حقيقي مع دول مجلس التعاون الخليجي ومع الموقف المشترك ضد التطرف والمنظمات الإرهابية».
وشدد معالي الدكتور سلطان الجابر، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، على أنه «من الواضح الآن أن الحكومة القطرية عليها أن تتخذ قراراً يمكنها التوقف عن السياسات الهدامة التي تتبناها، وأن تتخذ بدلاً منها موقفاً واضحاً من التضامن والوحدة والتكاتف مع دول مجلس التعاون الخليجي.
أو يمكنها أن تمضي في نهجها الحالي القائم على تمويل ودعم التطرف والإرهاب»، مضيفاً: «إذا اختارت الحكومة القطرية الطريق الثانية، فإنها ستبقى معزولة وستدفع الثمن اقتصادياً ودبلوماسياً. باختصار.
لقد طفح الكيل! الكرة الآن في ملعب الحكومة القطرية». وأكد معاليه أن «قطر دعمت بشكل علني المنظمات الإرهابية في ليبيا وسوريا واليمن وشبه جزيرة سيناء. والواقع الحالي يؤكد أن الحكومة القطرية لم تعد مجرد مساند وداعم لإيران فحسب، وإنما أيضاً مؤيدة للنظام الإيراني، الذي هو نظام يصدر ويمول الإرهاب في جميع أنحاء المنطقة، ويقوض استقرار بلدان أخرى. وبدعمها إيران، فإن الحكومة القطرية تعلم علم اليقين أنها تقف وراء نظام يشكل تهديداً وجودياً على المنطقة».
عقدوا الدولة الصغيرة
كما قالت معالي نورة الكعبي، وزيرة الدولة لشؤون المجلس الاتحادي، إن عقدة الدولة الصغيرة تدفع بقطر إلى الحديث عن القوات التركية. وأضافت معاليها، في مداخلة هاتفية عبر قناة «العربية»، أن سياسة قطر الحالية تخبطية، وتصعيدها غير معروف النتائج، مستطردة: «نعانى منذ 20 عاماً من ازدواجية قطر على المستويات كافة».
تشديد العزلة
وتواجه الدوحة مزيداً من العزلة الدولية مع استمرارها في مواقفها الداعمة للإرهاب واختيارها طريق التصعيد، حيث قررت جيبوتي تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع الدوحة، فيما أعلنت تشاد أنها استدعت سفيرها من قطر للتشاور، ودعت الدوحة إلى الكف عن «أنشطتها الضارة».
ودعت مصر مجلس الأمن الدولي للتحقيق في دفع قطر فدية تصل إلى مليار دولار لمنظمات إرهابية تنشط في العراق «من أجل إطلاق سراح أعضاء مخطوفين من أسرتها الحاكمة».واستعرض الناطق باسم الجيش الليبي، العقيد أحمد المسماري، بعض الأدلة والوثائق واللقطات المصورة التي تدين قطر من بينها رسالة من محمد حمد الهاجري الذي كان القائم بالأعمال بالإنابة في السفارة القطرية بليبيا، تثبت تورط مسؤولين قطريين في تأجيج الخلافات في ليبيا.
كما كشف المسماري عن الدور الذي لعبه العميد في الاستخبارات القطرية، سالم علي الجربوعي، الذي يعد الملحق العسكري لقطر في دول شمال إفريقيا، عبر دعم القاعدة وداعش والإخوان.
وأردفت المصادر أن ضباطاً من المخابرات القطرية كانوا في ما بعد يشرفون على تجنيد شبان تونسيين وتسفيرهم للقتال سواء في ليبيا أو في سوريا وذلك تحت غطاء العمل الخيري والإنساني.
حملة شعبية
ودشن عدد من الشباب العربي الرافضين لدعم قطر للإرهاب حملة شعبية على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لدعم وتأييد قرارات مقاطعة قطر ورفض ممارساتها بحق الأشقاء، وتجفيف منابع الإرهاب التي انتشرت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة. وأطلق مجموعة من الشباب العربي موقعاً إلكترونياً لسهولة تسجيل رسائل وأسماء الرافضين لسياسات قطر الإرهابية في المنطقة العربية.
وجاء في نص الاستمارة التي يقوم المواطن بملء بياناتها من خلال هذا الموقع: «أعلن أنا المواطن العربي رفضي التام للممارسات القطرية تجاه الأشقاء في العالم العربي، وأعلن تأييدي الكامل لقرارات مقاطعة قطر». ويمكن المشاركة في هذه الحملة الشعبية العربية عبر الرابط التالي:http://www.againstqatar.com/
المصدر: البيان