يبدو أن قطر لا تزال غير مدركة لمخاطر المغامرة بسيادتها، وفتح أراضيها على مصراعيها لجحافل القوات التركية والإيرانية، وعلى الرغم من تأكيد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، أكثر من مرة، أن التصعيد العسكري مع الدوحة مستبعد، وغير وارد تماماً، وأن المطلوب من قطر هو تلبية المطالب الثلاثة عشر للرباعي العربي فقط، إلا أن الدوحة مصممة على المضي قدماً في نهجها في الاحتماء بالأجنبي، ضاربة عرض الحائط بالأمن القومي العربي، والمصالح العربية والخليجية، إذ سارعت إلى اتخاذ إجراءات تصعيدية، منها تفعيل اتفاقية عسكرية مع تركيا تسمح للأخيرة بجلب قواتها إلى الدوحة، كما سمحت بإعفاء اللبنانيين من تأشيرة الدخول، ما يسمح لعناصر «حزب الله» الإرهابي بإيجاد موطئ قدم في منطقة الخليج العربي، عبر بوابة قطر.
ومنذ بدء الأزمة مع الدول الأربع في يونيو/حزيران الماضي، وقعت قطر العديد من الاتفاقيات العسكرية مع تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، ووقعت الأربعاء الماضي، صفقة لشراء سبع قطع بحرية من إيطاليا بمبلغ خمسة مليارات دولار.
واستمراراً في نهجها التصعيدي، تواصل قطر اعتمادها مؤخراً على ما وصف بسياسة المناورات، مع إعلان جديد لوزارة الدفاع القطرية عن تدريبات عسكرية مشتركة مع تركيا، غداً الأحد، وبعد غد الاثنين.
ويأتي هذا الإعلان بعد ثلاثة أيام من وصول الفرقاطة التركية «تي جي غي غوكوفا»، إلى ميناء حمد البحري جنوب شرقي الدوحة للانضمام إلى القوات التركية الموجودة في قطر، ويصل عدد أفراد الفرقاطة التركية إلى 214 فرداً.
وشهدت قطر، على مدار الشهرين الماضيين، خمسة تمرينات عسكرية مشتركة، بينها تمرينان بحريان مع القوات البحرية الملكية البريطانية في يوليو/تموز الماضي. كما أجرت مناورتين مع قوات أمريكية في يونيو/حزيران الماضي، وتمريناً آخر مع القوات البحرية الفرنسية في الثاني والعشرين من الشهر نفسه.
يبدو واضحاً أن قطر تعيش حالة من الفزع والخوف، وأن استراتيجية تنظيم الحمَدين تعمل على إبقاء الشعب القطري في حالة ذعر وخوف، عبر الإيحاء للقطريين بأن بلادهم مهددة ومستهدفة حتى يستسيغوا رؤية الجنود الأتراك والإيرانيين في شوارع الدوحة، وفي الديوان الأميري.
المصدر: الخليج