تستمر قطر بمحاولة تلميع صورتها بين الدول الغربية، بعد فضح ملفاتها السوداء بدعم الإرهاب والتطرف، عبر إلقاء الاتهامات على الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، بدلاً مواجهة الاتهامات التي تطالها.
وفي حلقة جديدة من مسلسل الاتهامات القطرية، وجهت قطر اتهاماتها الباطلة إلى الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بعرقلة الحملة ضد تنظيم داعش، وأغفلت دورها في صعود التنظيم وأمثاله من التنظيمات المتطرفة.
وزعم وزير خارجية قطر، في مقابلة أجرتها معه محطة (سي إن بي سي)، أن الإجراءات التي اتخذتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في نزاعهم مع قطر أضرت بالحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد «داعش».
تصريحات وزير الخارجية القطري، تجاهلت انتصارات التحالف الأخيرة ضد «داعش»، التي توالت منذ مقاطعة قطر، حتى فقد «داعش» نحو 85% من الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق. وتنتظر الرقة عاصمة ما يمسى «الخلافة»، إعلانها مدينة محررة خلال ساعات أو أيام قليلة.
كما تجاهل وزير الخارجية القطري دور بلاده بدعم وتمويل الإرهاب في سوريا والعراق ودول أفريقيا، بعد تحول الدوحة إلى عاصمة لجماعة الإخوان والتنظيمات المتطرفة والإرهابية، التي اختارتها مقراً لممارسة نشاطاتها التخريبية دون رقيب أو حسيب.
وظهرت علاقة الدوحة المتينة بالإرهاب بوضوح في صفقات الإفراج عن الأسرى لدى التنظيمات المتطرفة، إذ طالما لعبت الدوحة دور الوسيط بين الحكومات والتنظيمات المتشددة، التي لم تقتصر فقط على القاعدة بل تخطتها إلى داعش وميليشيات الحشد الشعبي.
دعم التطرّف
وقالت قناة سي إن إن الأميركية في تقرير نشرته عام 2016، إن قطر تفتخر دائماً بعلاقتها مع التنظيمات المتطرفة ودعمها للمتطرفين في سوريا بالسلاح والمال، لافتة إلى أنه تم إنشاء جمعية «مدد أهل للمجاهدين» لتقديم الإغاثة للمقاتلين المتطرفين بزعم دعم المعارضة ضد نظام بشار الأسد.
ويشكو مسؤولون أميركيون، منذ أيام حكم الأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، من عدم تعاون قطر في مجال مكافحة تمويل الإرهاب، كما قالت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في مذكرة لها عام 2009، حين وصفت تعاون قطر في مجال مكافحة الإرهاب بـ«الأسوأ في المنطقة».
وخلصت تقارير عديدة لوزارة الخارجية الأميركية ووزارة الخزانة ومراكز ومعاهد مثل مركز العقوبات والتمويل السري ومؤسسة دعم الديمقراطية، إلى أن قطر تعد أكبر دولة في المنطقة تغض الطرف عن التمويل للجماعات المتطرفة والإرهابية.
وتقوم تلك الجماعات بنشاط جمع الأموال بحرية، كما تظهر إعلانات التبرع بأرقام مؤسسات قطرية وأرقام حسابات في بنوك قطرية.
تعزيزات لـ «داعش»
وفي مايو الماضي، تداول نشطاء وثيقة صادرة عن تنظيم داعش الإرهابي في سوريا يكشف الدور القطري الخفي في دعم عناصر التنظيم المتطرف بالأسلحة التي تدخل في صناعة المتفجرات والمفخخات لاستهداف المدنيين الأبرياء. وبحسب الوثيقة الصادرة عن التنظيم الإرهابي وتحمل عنوان «تعزيزات»، سلمت قطر المتطرفين مادة «نترات الأمونيا» لاستخدامها في العمليات العسكرية ضد الجيش السوري في عدد من جبهات القتال.
وقدرت دراسة متخصصة قيمة شحنات الأسلحة القادمة من دول شرق أوروبا، التي وصلت إلى أيدي مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق خلال عامي 2015 و2016 بنحو 1.5 مليار دولار.
وجاء ذلك في تحقيق نشرته صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية عن قطريين ضالعين في تمويل وتسليح جماعات متطرفة في سوريا، ومقاتلين متشددين شاركوا في السيطرة على مدينة الرقة. وفي أبريل 2016 قالت تقارير إعلامية في «هلسنكي»، إن أسلحة فنلندية وصلت إلى داعش عن طريق قطر. وأظهر عدد من اللقطات والمقاطع المصورة وجود عناصر قطرية تقاتل إلى جانب الإرهابيين في سوريا.
القارة الأفريقية
لم يتوقف تمويل دولة قطر للجماعات الإرهابية المسلحة عند قارة آسيا، بل تخطاها إلى الدول الأفريقية وعلى رأسها ليبيا، إذ دعمت حكومة الدوحة الميليشيات المتطرفة بالمال والسلاح منذ اندلاع ثورة 17 فبراير 2011، وبلغ حجم التمويل الذي وصل من الدوحة إلى هذه الجماعات منذ 2011 حوالي 750 مليون يورو. وجاء الدعم القطري كذلك من خلال دعم شخصيات من أطياف مختلفة، ومنهم صديق قطر علي الصلابي وعبدالحكيم بلحاج وعبدالباسط غويلة، وعناصر إرهابية معروفة ورجال أعمال.
ونشرت صحيفة «ماريان» الفرنسية تقريراً تضمن معلومات عن دعم قطري بالمال والسلاح لمتطرفين في شمال مالي المجاورة، حمل عنوان «في مالي.. قطر تستثمر في المتطرفين».
تمويل «داعش»
صفحة موقع التسريبات العالمية «ويكليكس» كشفت أن الحكومة القطرية متورطة في تمويل تنظيم داعش الإرهابي عام 2014. وفي أغسطس 2014، قال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن الولايات المتحدة ترى في حليفتها قطر بؤرة لتمويل الإرهاب.
المصدر: البيان