يلتئم في الدوحة مئات الشباب من مختلف أنحاء العالم في مؤتمر «COY8» الذي يشكل منصة عالمية تتيح فرصة للشباب داخل قطر وخارجها للتفاعل والتواصل مع المنظمات الشبابية الدولية التي تشارك في النشاط العالمي للتغيّر المناخي.
ويجمع المؤتمر في دورته الثامنة هذه السنة العديد من الشباب من أجل التعرف على آخر المستجدات في مجال مكافحة التغير المناخي والجهود المبذولة للحد من الانبعاثات المسببة لتدهور طبقة الأوزون ومناقشة قضايا المناخ في جميع أنحاء العالم، إلى جانب العمل على بناء الشبكات والعمل على تنمية وتطوير القدرات في اتجاه خلق رأي عام ضاغط على صانعي القرار للخروج بقرارات هامة خلال مؤتمر الأمم المتحدة حول التغير المناخي (COP18/CMP8) الذي ستحتضنه الدوحة عقب هذا المؤتمر الشبابي بأيام قليلة.
منصة لتبادل الخبرات
ويعتبر هذا المؤتمر الشبابي السنوي (8th Conference of Youth) فرصة للقاء بين شباب ذوي خبرة وتجربة مع طلاب الجامعات والمعاهد لتبادل الخبرات والتجارب حول كيفية معالجة القضايا البيئية الملحة في هذا العصر، وهذا ما سيشهد مركز الطلاب بالمدينة التعليمية طيلة فترة انعقاد هذا الحدث البيئي الهام.
وتتخلص رؤية هذا المؤتمر الذي سينعقد في الفترة من 23-25 نوفمبر 2012 في «الحفاظ على العالم آمن ومستدام للأجيال القادمة»، وقد تفاعل عدد من الشباب من دولة قطر مع دعوة الحضور والمشاركة له من خلال التسجيل المكثف عبر الموقع الإلكتروني:
http://youthclimate.org/coy8، وكذلك على صفحة المؤتمر على الفيس بوك (COY8Doha?fref=ts) وحسابه على تويتر: (wearecoy8@).
ويرى الشباب المشاركون في هذا التجمع الهام أن التحديات التي تواجه مستقبل الأرض تتطلب تضافر جهود الجميع، وعلى رأسهم شريحة الشباب من أجل النضال لحل مشكلة المناخ والاستجابة للتحديات من خلال ضغط الشباب على مصادر القرار السياسي من أجل تغيير المسار في العالم لتجنب الكارثة.
والدافع لتواجد المنظمات الشبابية الفاعلة عبر العالم في مفاوضات التغير المناخي التي تنظمها الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) يكمن في الحاجة إلى تمثيل أصحاب المصلحة الرئيسيين المتضررين من تغير المناخ، كما تندرج في سياق الحركة العالمية للشباب المنتمين لبيئات مختلفة وثقافات متنوعة لكنهم يسعون من خلال تواصلهم وجهودهم المشتركة إلى تشكيل صوت قوي للتأثير في مجريات الأمور.
كانت حركة الشباب العالمية حول تغير المناخ قد شهدت الاعتراف بها رسميا سنة 2009، حيث تم تشكيل جمع من المنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء العالم لشباب ناضلوا وكافحوا من أجل مجابهة معضلة التغير المناخي، وذلك إلى جانب أصحاب مصلحة آخرين كالنساء والحقوقيين والدول الفقيرة المتضررة من تغير المناخ.
حركة شبابية عالمية
تجتمع الحركة الشبابية الدولية للمناخ كل سنة في مؤتمرات المناخ الكبرى، ويزداد تأثيرها بمرور الوقت.
ويطلق شباب هذه الحركة على أنفسهم اسم YOUNGO، ويعني الاختصار باللغة الانجليزية «Youth Non-Governmental Organization» وترجمته بالعربية «منظمة الشباب غير الحكومية» وهي تجمع للعديد من المنظمات الشبابية غير الحكومية.
ومنذ فترة منحت أمانة الأمم المتحدة لشؤون المناخ حركة المناخ الشبابية الدولية الحق في المشاركة وإبداء الرأي وأصبح لديهم الآن رسميا حق المشاركة الرسمية في مؤتمرات الأمم المتحدة حول المناخ ولهم حق الحديث قبل جميع أعضاء الجلسة.
يشار إلى أن ائتلاف الشباب أصدقاء المناخ في المملكة المتحدة أعد دليلا تمهيديا بشأن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) بمناسبة الذكرى العاشرة لاعتمادها سنة 2002، يقدم لمحة عامة عن التغير المناخي، ويركز على المؤسسات والإجراءات المعمول بها في الاتفاقية والبروتوكول، كما يتحدث عن الأطراف المعنية بعملية تغير المناخ وكيفية إجراء المفاوضات الجارية، ويعتبر هذا الدليل مجرد بداية لطريق طويل إلى مؤتمر الدوحة المتوقع أن يخرج بنتائج وتوصيات هامة تحقق مطالب الحركة الشبابية العالمية.
يوم للتحرك
وحددت حركة الشباب العربي للمناخ يوم 10 نوفمبر الجاري يوما إقليميا للتحرك ضد تغير المناخ من أجل توجيه رسالة من الشباب العربي المهتمين بقضية تغير المناخ في أول فعالية شبابية مناخية بتنسيق عربي مشترك.
ويؤكد القائمون على هذا التحرك العربي أنه على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، نشأت مبادرات وحركات شعبية حول العالم تؤكد على ضرورة مواجهة تغير المناخ من خلال تبني حلول مستدامة، والآن جاء وقت الشباب العربي لإسماع صوته وبعث رسالته للقادة العرب من أجل إيجاد الحلول الملائمة لمعضلة تغير المناخ.
وتشير صفحة حركة الشباب العربي للمناخ على الفيس بوك إلى أن «مناسبة تنظيم مؤتمر الأمم المتحدة حول تغير المناخ قبل أيام بدولة قطر يمثل حافزا قويا لتضافر جهود كافة الدول العربية ليكون لهم دور قيادي وقوي في المفاوضات من أجل الوصول لحلول مستدامة واتفاقيات عادلة تلزم الدول بتخفيض انبعاثاتها من الغازات الدفيئة التي تتسبب تغير المناخ.
وتدعو حركة الشباب العربي للمناخ كل الفاعلين إلى المشاركة اليوم السبت لإبداع فعاليات منوعة عبارة عن حفلات موسيقية ومسيرات وورش عمل تهدف لتبليغ رسالة الحفاظ على البيئة والتصدي لكل ما يهددها.
وتنوي حركة الشباب العربي للمناخ المعروفة اختصارا برمز (AYCM) المشاركة بقوة في مؤتمر الدوحة حول التغير المناخي، حيث عملت على تجنيد 20 منسقا في 15 دولة من أجل التوعية بقضايا التغير المناخي والاستدامة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك بهدف التشديد على الدول العربية للتوقيع على اتفاقيات ملزمة بتخفيض الكربون.
حملة 350
ومن المبادرات العربية كذلك تم إطلاق حملة (http://world.350.org/arabic) هي حملة عربية عالمية تطوعية تهدف لتوحيد العالم حول إيجاد حلول لأزمة التغيرات المناخية وفقا للعدالة والعلم، وتقول بأن «مهمّتها هي تحفيز العالم لمقاومة الأزمة العالمية لإيجاد فرص جديدة لكوكبنا».
ويضيف القائمون على الحملة أن «تركيزنا نحو الرقم 350 كجزء من المليون لثاني أكسيد الكربون لأن هذا هو الحد الآمن، والتركيز الحالي قد وصل إلى ٣٩٢ جزءا في المليون، ويقول العلماء إذا لم يقل هذا الرقم لـ٣٥٠ فأدنى، فإن الدمار الذي نشهده جرّاء الاحترار العالمي سوف يستمر بالزيادة، وبالتالي فإن 350 ليس مجرد رقم بالنسبة لنا، بل هو هدف لكوكبنا».
وتخوض مبادرة 350 حملة ضد دعم الوقود الأحفوري، حيث تؤكد أن استهلاك العالم بطريقة متزايدة لمصادر الطاقة غير المتجددة (حرق الفحم والبترول والغاز) منذ بدء الثورة الصناعية هو السبب الأساسي في زيادة تركز غاز ثاني أكسيد الكربون في المناخ، لذلك فإن عمل الحملة يركز على التنظيم بأسلوبٍ جديد في كل مكان في آنٍ واحد بهدف التأثير والتغيير.
ففي أكتوبر 2009 تمكنّت حملة 350 من تنظيم 5200 مسيرة ومظاهرة في وقت واحد في 181 دولة. وفي أكتوبر ٢٠١٠ نظمت «يوم العمل العالمي» في جميع أنحاء العالم. حيث قام الناس بوضع الألواح الشمسية وحفر حدائق المجتمع وإرسال رسالة قوية إلى القادة وهي: «إذا تمكنّا من وضع حد للأزمة العالمية.. فبإمكانكم أنتم أيضاً فعل ذلك».