كاتب سعودي
لم تكن ردة فعل «الدواعش» على حلقة الفنان ناصر القصبي أمس والتهديد بقطع رأسه مفاجئة لأحد، فهم متخصصون بفصل الرقاب، والموت بضاعتهم الوحيدة، لكن المفاجأة كانت اعتبار البعض ما قام به القصبي إساءة للدين والمتدينين، فهل دواعش حلقة «سلفي» أمس يمثلون الدين الإسلامي أو المسلمين ؟!
حلقة الأمس كشفت تناقضات الكثير ممن انتقدوا دائما في وسائل التواصل الاجتماعي «داعش» واعتبروهم من الخوارج المارقين، لكنهم في نفس الوقت لم يقبلوا قيام الفنان ناصر القصبي بعرض الحالة الداعشية على الشاشة واعتبروا ذلك مساسا بالدين والتدين!
عرضت حالة التناقض هذه على صديق بارز في طلب العلم الشرعي، ففسرها بأن الجمهور وقع تحت تأثير الحلقة السابقة التي أساء فيها الفنان لصورة المتدينين بكل سماجة، وأن المجتمع يدفع ثمن محاولة إعادته إلى حالة الصراع الأيدلوجي!
أبرز ما كشفته حلقة دواعش «سلفي» أمس هو إشكالية أن يكون الفرد محكوما بسلوك الجمع، فناصر القصبي الأب الذي لحق بابنه الجهادي ليسترده، وجد نفسه ينساق مجبرا في تيار الجماعة التكفيرية ليمارس نفس السلوك الذي يرفضه في داخله، وهذا برأيي ما يعاني منه الكثير من الشباب الذين هجروا أسرهم وأوطانهم للالتحاق بالجماعات الجهادية ليكتشفوا في النهاية واقعا مختلفا لم يملكوا قدرة التمرد عليه أو الهرب منه !
«داعش» لا تأسر أعداءها لتقتلهم، بل إنها تأسر أفرادها لتحولهم إلى القتلة !
المصدر: عكاظ