كاتب و روائي سعودي
جدة تغرق في القمائم وهذه التقريرية ليست مبالغة بتاتا، إذ يستطيع أي مسؤول من الأمانة السير بقدميه في الأحياء الجنوبية أو المتوسطة أو الشمالية ليلحظ هذا.
ولأن الواقع يكشف عن وضعه توالت تصاريح مسؤولي الأمانة بوعود قاطعة لإزالة هذا الوضع وأذكر أني كنت ضيفا مع الأستاذ داود الشريان في برنامجه الإذاعي (قبل أن يتحول إلى برنامج تلفزيوني) كنت ضيفا مع أحد المسؤولين بالأمانة الذي تم تعيينه خصيصا لغرض إزالة تكدس القمائم في هذه المدينة، ويومها قال ذلك المسؤول إن لم أقض على هذا التكدس خلال ستة أشهر فسوف استقيل وكنت متيقنا من عدم مقدرة الأمانة من إنجاز مشروعها فقلت لذلك المسؤول وإن لم تستطع فعل ذلك قال على الفور: سوف استقيل.
واستمرت قمائم جدة ولا أعرف هل استقال ذلك المسؤول أم بقي في الأمانة مع بقاء القمائم.
وبالأمس كشف وكيل أمانة جدة للخدمات عن توقيع تسعة عقود بقيمة مليار وثمانمائة مليون ريال لإزالة النفايات المتكدسة في أحياء جدة وكل الأماني أن لا تموت هذه الوعود بين القمائم المتكدسة والتي استطاعت هزيمة كل وعود الأمانة.
وها نحن ننتظر الوعد الجديد الذي أعلنت عنه أمانة جدة.
والمفرح أن جدة الآن تخضع لعملية جراحية عميقة في كل بناها التحتية ونلمح نقلة نوعية في شوارعها وجسورها وتمديدات الصرف الصحي والسيول وولادة مشاريع جديدة قد يكون أهمها الملعب الرياضي وسكة الحديد والكورنيش وهي مشاريع جعلت أهل جدة في حالة انشراح وانتظار لاستكمال تلك المشاريع.
وإن كان ثمة تقدير لكل هذه الجهود المبذولة لتحسين هذه المدينة وانتشالها مما هي عليه فهذا يعود إلى جدية واهتمام الإدارة المحلية بقيادة الأمير خالد الفيصل ذلك الرجل الذي حقق معجزة بانتشال منطقة مكة المكرمة كاملة، فالمشاريع في عهده لم تتوقف عند مدينة جدة بل شملت جميع محافظات المنطقة فهو شديد المتابعة، يقف بنفسه على كل تلك المشاريع مراجعا ومحاسبا أي تقصير حتى إن بعض أهالي جدة تمنوا لو أن خالد الفيصل تولى إمارة المنطقة من وقت مبكر منهين أمنيتهم بالقول لو كان هنا من زمن بعيد لما تخلت جدة عن لقب العروس.
وهذه الأمنية تكشف عن الرضا عما يحدث في منطقة مكة المكرمة من تطور ونهضة وخروج عشرات المشاريع لحيز الوجود.
ولهذا تجدنا نستعين بالأمير خالد الفيصل لأن يحفز أمانة جدة للقضاء على ظاهرة تفشي القمائم المكدسة في هذه المدينة وكل الأماني أن لايذهب الوعد الجديد للأمانة أدراج الرياح.
المصدر: عكاظ