وسط تغيرات يشهدها الاقتصاد العالمي، من خلال تغيرات في مفاصل الاقتصاد بتغير أسعار النفط والقضايا السياسة في أوروبا متمثلة في الصراع بأوكرانيا وصراعات الشرق الأوسط، تنطلق في دبي اليوم فعاليات قمة مجالس الأجندة العالمية 2014، والتي تستضيفها دولة الإمارات على مدى 3 أيام.
ويناقش مفكرون وصناع قرار وخبراء من مؤسسات أكاديمية وحكومية وشركات خاصة ومؤسسات المجتمع المدني والإعلام، القضايا الملحة التي تواجه العالم، حيث تقام فعاليات القمة لهذا العام تحت شعار «صياغة التحول العالمي».
قال البروفسور كلاوس شواب مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي: «يتميز هذا الحدث بكونه يضم أضخم شبكة من الخبراء على مستوى العالم، ويأتي هذا من خلال الزيادة الملحوظة في عدد أعضائه الذي زاد على 1000 عضو، وإنه لمن المهم جدا في هذا العالم المتشعب العلاقات امتلاك منصة توفر فرصة التواصل بين أفضل العقول بطريقة مدروسة تتيح تبادل الخبرات والبحث عن الحلول واقتراح الخطوات العملية الواجب اتخاذها».
وأضاف «لقد رأيت مرارا وتكرارا الكيفية التي تؤثر فيها النقاشات هنا في دبي على آلية التفكير لدى الكثير من الشخصيات القيادية ذات المكانة العالمية، إن ما يجمعنا هنا هو الطموح الذي نتشاركه مع حكومة دولة الإمارات في أن نجعل من قمة مجالس الأجندة العالمية مثالا ومرجعية حول كيفية تنسيق الجهود بين الخبراء في المجال الأعمال، ورجال السياسة، وهيئات المجتمع المدني حيال التعامل مع التحديات الحالية والمستقبلية التي تواجه العالم».
من جهته قال سلطان المنصوري وزير الاقتصاد الإماراتي، والرئيس المشارك للقمة: «يواجه العالم اليوم تحديات جديدة في شكل تقلبات سياسية متجددة، وأشكال جديدة من التطرف وأزمات اللاجئين، وهناك أيضا استمرار للتحديات الأخرى مثل البطالة والأمن الغذائي، فضلا عن المخاوف بشأن تغير المناخ وتأثيره، في حين أن بعض القضايا قد تبدو أنها تقتصر فقط على بعض المناطق والبلدان».
وتابع المنصوري «الحقيقة هي أننا في عالم مترابط، نحن جميعا نتأثر بها بطريقة أو بأخرى. نحن نعلم أنه في عالم اليوم، لا يمكننا أن نعمل بمعزل عن غيرنا، وهذا هو السبب لكون قمة الأجندة العالمية على مثل هذا القدر من الأهمية. من خلال استضافتها للقمة، فإن دولة الإمارات ستعرض على العالم أفكارها من خلال جلسات (العصف الذهني الإماراتي لعالم أفضل)، لإيجاد حلول فعالة لا تقدر بثمن لحالات الأزمات، وإعادة تحديد أجندة أعمال التنمية في العالم».
وحول ابتكار آلية جديدة لمعالجة القضايا الاقتصادية بسرعة نشأتها قال المنصوري لـ«الشرق الأوسط» خلال مؤتمر صحافي عقد البارحة بدبي «أعتقد أن واحدا من الأمور أن كل هذه الأفكار والحلول تلتقي في منتدى دافوس العالمي، بوجود أصحاب القرار على المستوى الرئاسي ورؤساء الحكومات، حيث يجب تغير الآلية في تنفيذ الحلول والتوصيات وابتكار طرق أسرع لمعالجة تلك القضايا، في الوقت الذي يجب أن تكون هناك توصيات واضحة على أصحاب القرار على مستوى الرؤساء ورؤساء الوزراء». وأضاف وزير الاقتصاد الإماراتي «يجب طرح تلك الحلول والتوصيات أمام أصحاب القرار ولكن في النهاية أنت لا تستطيع أن تفرض على هذه الدول تنفيذ هذه التوصيات ولكن أن تستطيع أن تعطيهم خارطة طريق في كيفية معالجة مشكلاتهم، الأمر الذي يتشكل عند أصحاب القرار المشكلة وحلولها والتي يمكن الرجوع للخبراء الذين طرحوا تلك التوصيات ومناقشتهم فيها».
وأكد أن أصحاب القرار بحاجة إلى قرارات أسرع لمعالجة تلك المشكلات الاقتصادية، وقال «في حال قارنا القرارات التي اتخذت على مستوى حكومة الإمارات في معالجة أزمة 2007 و2008 كانت فعلا أحد العناصر الرئيسية في كيفية قدرة البلاد على ابتكار حل لهذه الأزمة، وكيفية التحرك بطريقة إيجابية في النمو الاقتصادي، بينما يوجد دول في الاتحاد الأوروبي ما زالت تعاني بحكم البيروقراطية فيها، وأعتقد أن اليوم لدينا دروسا إيجابية في المنطقة نستطيع أن نضيفها إلى بعض التوصيات الموجودة في قمة دافوس».
وتستضيف دولة الإمارات قمة مجالس الأجندة العالمية، بمشاركة تعد الأكبر من نوعها، والتي تضم أكثر من 1000 مشارك من نخبة رواد الفكر والمتخصصين من جميع دول العالم، الذين يجتمعون في دبي لمناقشة الحلول المقترحة لأكثر من 80 قضية تهم الشأن العالمي، بمشاركة عالمية رفيعة المستوى لرؤساء دول ونواب رؤساء ورؤساء حكومات ووزراء وشخصيات سياسية واقتصادية عالمية والتي تأتي في وسط حالة من عدم الاستقرار والاضطرابات السياسية والاقتصادية والأزمات الإنسانية، التي باتت مصدر القلق الرئيسي للعالم، وتحد من الجهود الدولية الرامية إلى إحداث تنمية دولية شاملة ترتقي بالإنسان.
من جهته قال سامي القمزي مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية في دبي الرئيس المشارك لقمة مجالس الأجندة العالمية: «نرى في قمة مجالس الأجندة العالمية، إقرارا بقدرات دولة الإمارات في النمو والتطور، ودورها الفاعل في مجال الإبداع والابتكار ولتتبادل خبراتها في هذا المجال مع دول العالم المشاركة في القمة، وأن هذه القمة تشكل أفضل منصة لإلهام الاقتصادات الناشئة الأخرى نحو بذل جهود مخلصة بهدف توليد الرخاء والسعادة في مجتمعاتهم».
وسيعمل المشاركون في القمة، على إيجاد حلول وفرص لمواجهة تحديات كثيرة على الأصعدة العالمية أو الإقليمية وبمختلق المجالات السياسية والاقتصادية والصناعية والمناخية من خلال 80 مجلسا، يضاف لها 6 مجالس عليا، تضم خبراء من مختلف أنحاء شبكة مجالس الأجندة العالمية، يناط بها مهمة معالجة القضايا الأوسع خارج اختصاص المجالس الفردية.
وتتضمن قائمة المبادرات الجديدة التي ستطرحها قمة هذا العام، الإعلان عن جائزة «رؤية مجالس الأجندة العالمية» المصممة لتكريم المجالس التي أحرزت نتائج إيجابية خلال فترة العامين الماضيين، بالإضافة إلى «مجالس المستقبل» والتي تعقد فعالياتها بعد القمة بمشاركة نخبة من الخبراء الاستراتيجيين من شبكة مجالس الأجندة العالمية وكبار المسؤولين في حكومة دولة الإمارات، بهدف الخروج برؤى تسهم في التحول الذي تصبو إليه البلاد.
* القمة في أرقام
* أكثر من 1000 من أعضاء شبكة مجالس الأجندة العالمية من 80 دولة
* نحو 56 مشاركا من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، 339 من أوروبا، 67 من أفريقيا، 372 من أميركا الشمالية، 161 من آسيا و42 من أميركا الجنوبية.
* أكثر من 414 من قادة الأعمال، من بينهم 235 من ممثلي المناصب التنفيذية العليا و23 شركة تنمية عالمية.
* أكثر من 42 من رموز المجتمع، من بينهم 16 رئيس حكومة واثنان من زعماء الدول.
* أكثر من 293 من القيادات النسائية.
* أكثر من 277 من كبار الأكاديميين.
* أكثر من 122 من قادة العالم الشباب والمؤثرين على الصعيد العالمي.
المصدر: دبي: مساعد الزياني – الشرق الأوسط