تستضيف مملكة البحرين الأسبوع المقبل يومي 24- 25 من شهر ديسمبر 2012م، الدورة الثالثة والثلاثين (33) للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، للوقوف على إنجازات المجلس للعديد من المشاريع المشتركة، وتطوير مستوى التنسيق والتعاون والتكامل في كافة المجالات، بما يحقق تطلعات وآمال المواطنين الخليجيين.
وقد سعى أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من خلال لقاءاتهم ومشاوراتهم المستمرة، على تثبيت قواعد كيان مجلس التعاون وخدمة مواطنيه، من خلال الدعم السخي الذي تلقاه مسيرة المجلس من لدن قادة دول المجلس.
الملف النووي:
ومن أهم المنجزات قطاع الشؤون السياسية، وعلى رأسها مطالبة إيران بالالتزام التام بمبادئ حسن الجوار، والأعراف والقوانين والمواثيق الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس، وحل الخلافات بالطرق السلمية والحوار المباشر، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، بما يكفل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
والتأكيد على أهمية التزام إيران بالتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبمبادئ الشرعية الدولية للاستخدامات السلمية، واستنكار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون، في انتهاك معلن لسيادتها واستقلالها، من خلال التصريحات التحريضية التي تصدر من بعض المسؤولين الإيرانيين.
مع التشديد على ضرورة انضمام إسرائيل إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وإخضاع كافة منشآتها النووية للتفتيش الدولي، من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأدانت استمرار احتلال إيران للجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة للإمارات العربية المتحدة، اعتبار أن أي ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث لاغية وباطلة ولا تغير شيئاً من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع على حق سيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها.
القضية الفلسطينية:
استنكار المجلس لاستمرار السلطات الإسرائيلية وإصرارها على بناء آلاف الوحدات الاستعمارية في القدس الشرقية والضفة الغربية, وعزل المدينة المقدسة عن محيطها الفلسطيني, ويعتبر ذلك لاغيا وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
تثمين موافقة الدول الصديقة على منح بعثة فلسطين كافة الامتيازات والحصانات أسوة بالسفارات المعتمدة لديها، وفقاً لاتفاقية فيينا لعام 1961م.
مع الإشادة بإعلان الدوحة، الذي وقع برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، بين الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، والترحيب بقراري الجمعية العامة للأمم المتحدة حول حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني, وسيادته على موارده الطبيعية, والإشادة بمواقف دول الاتحاد الأوروبي لدعمهاً مادياً ومعنوياً لإيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.
المبادرات الخليجية:
أما الجانب اليمني رحب المجلس بتنفيذه للمبادرة الخليجية لإعادة هيكلة القوات المسلحة وإطلاق الحوار الوطني بين كافة القوى اليمنية، ونجاح مؤتمر المانحين لليمن، في الرياض، بجهود التنمية والاعمار في اليمن الشقيق.
مع ضرورة استكمال العراق لتنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن الدولي، ومنها الحدودية، والتعرف على من تبقى من الأسرى والمفقودين من مواطني دولة الكويت وغيرهم من مواطني الدول الأخرى، وإعادة الممتلكات والأرشيف الوطني لدولة الكويت.
كما أعلن قادة المجلس الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي تأسس بموجب الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في مدينة الدوحة، باعتباره ممثلاً شرعياً للشعب السوري الشقيق. وتقديم الدعم والمؤازرة لهذا الكيان، مع ادانة استمرار عمليات القتل والمجازر التي يتعرض لها الشعب السوري الشقيق في كافة ارجاء سوريا، والترحيب بالقرارات الصادرة بشأن سوريا من المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية، وقمة منظمة التعاون الإسلامي، الاستثنائية، المؤكدة على ضرورة العمل على تقديم كل أنواع الدعم المطلوبة للشعب السوري، مع التأكيد على الالتزام الثابت بسيادة سوريا، واستقلالها، ووحدتها الوطنية، وسلامة أراضيها.
والإشادة بتوقيع جمهوريتي السودان وجنوب السودان “اتفاق عدم الاعتداء” في شأن خلافهما الحدودي، والنتائج التي توصل إليها “مؤتمر لندن حول الصومال”، والتشديد على ضرورة تحقيق الاستقرار السياسي، وتعاون المجتمع الدولي على مكافحة الإرهاب والقرصنة والمجاع.
وإدانة واستنكار ما يتعرض له المواطنون المسلمون من الروهينغيا في ميانمار من حملة تطهير عرقي وأعمال وحشية وانتهاك لحقوق الإنسان لإجبارهم على ترك وطنهم.
كما شارك المجلس في إعداد الفقرات المتعلقة بالجانب السياسي في بعض القضايا والدولية والعربية في الحوار الاستراتيجي مع تركيا، والاجتماع الأول لأصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول المجلس مع وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، ومنتدى التعاون الاستراتيجي لدول المجلس والولايات المتحدة الأمريكية، المشاركة في اجتماع لجنة كبار المسؤولين بين الجانب الخليجي والأوروبي.
كما عقدت الشؤون السياسية مجموعة من الورش للتحول إلى الاتحاد ومستقبل العلاقات السياسية وغيرها من الورش، بمشاركة نخبة من المتخصصين من الدول العربية.
المجال العسكري:
وفي مجال العمل العسكري المشترك كانت هناك العديد من الخطوات الرامية لتطوير العمل العسكري وتعزيز القدرات الدفاعية، ومن أبرزها الموافقة على إنشاء قيادة عسكرية موحدة، ودراسة إنشاء مركز جوي مشترك لتنسيق العمليات الجوية، ومتابعة الاستعدادات لتنفيذ تمرين عسكري مشترك تحت مسمى تمرين درع الجزيرة (9) في دولة الكويت العام القادم 2013م بمشاركة وحدات من مختلف أفرع القوات المسلحة بدول المجلس. كما تم توقيع الاتفاقية الأمنية بين دول مجلس التعاون بصيغتها المعدلة من قبل أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية، وشاركت وزارات الداخلية في الدول الأعضاء في الاجتماع الميداني لمشروع “القبضة” لمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.