ذكر شهود عيان في منطقة صرف شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء، أن قذائف الجيش الوطني والمقاومة الشعبية طالت معسكري خشم البكرة وصرف التابعين لقوات الحرس الجمهوري التي تسيطر عليها الميليشيات والمخلوع صالح الانقلابية لأول مرة منذ بدء المواجهات بين الجانبين، فيما تمكنت قوات الجيش والمقاومة من صد أكبر هجوم في تعز، بينما انضمت قبائل «عبيدة» في مأرب إلى صف الشرعية.
وفي التفاصيل، أوضح شهود عيان لـ«الإمارات اليوم» أن عدداً من الانفجارات دوت في معسكري خشم البكرة وصرف، صباح أمس، نتيجة قصف المقاومة والجيش في نهم تلك المواقع لأول مرة، عقب تقدمها إلى محيط مديرية أرحب، لافتين إلى أن قذائف صاروخية تساقطت في المنطقة بشكل كبير.
وكانت قوات الجيش والمقاومة تلقت أخيراً تعزيزات عسكرية وأسلحة نوعية من قبل قوات التحالف والشرعية، قد تكون تلك الأسلحة هي المستخدمة في الهجوم، فيما كانت قوات الشرعية من الجيش والمقاومة أعلنت أخيراً أن مطار صنعاء والمناطق الشمالية والشرقية للمدينة باتت في مرمى أسلحة الشرعية.
وفي جبهات نهم شمال العاصمة صنعاء، تواصلت المعارك العنيفة في محيط قرية النفاخ في بني فرج، في حين استمرت عمليات تطهير مناطق بني بارق ومبدعة والحول من الميليشيات، التي اتخذت سكان تلك المناطق دروعاً بشرية.
وفي تعز، أكد قائد الجبهة الغربية في المدينة، عبده حمود الصغير، أن قوات الجيش والمقاومة تمكنت من التصدي لأكبر هجوم شنته الميليشيات على مقر اللواء 35 مدرع في المطار القديم غرب المدينة، من أربعة محاور، تحت غطاء قصف صاروخي كثيف من مواقعهم في الحوبان والضباب.
وأوضح الصغير لـ«الإمارات اليوم»، أن عشرات الجثث لعناصر الميليشيات تناثرت في محيط اللواء وشارع الثلاثين ومنطقة غراب، فيما تم تدمير خمس دبابات دفعت بها الميليشيات إلى المنطقة، بهدف تطويق مقر اللواء، حيث فوجئوا بصمود قوات الجيش والمقاومة المرابطة في المنطقة.
وأشار الناطق باسم المجلس العسكري في تعز، العميد الركن منصور الحساني، إلى أن الميليشيات تكبدت خسائر فادحة في معركة غرب المدينة، بلغت 11 قتيلاً وعشرات الجرحى، وتدمير عدد من الآليات، عقب تدخل مقاتلات التحالف في المعركة، في حين أفاد شهود عيان بأنهم شاهدوا عربات عسكرية تابعة للميليشيات وهي تنقل جثث قتلاها باتجاه المخاء غرب تعز.
وكانت مقاتلات التحالف شنت سلسلة من الغارات على تعزيزات وتجمعات الميليشيات في مناطق متفرقة غرب وشرق وجنوب تعز. وذكر مصدر في المقاومة أن مقاتلات التحالف شنت أكثر من 10 غارات على محيط اللواء 35 مدرع، بالتزامن مع هجمات الميليشيات عليه، ما أدى إلى تدمير ثلاث دبابات من أصل خمس تم الدفع بها من قبل الميليشيات إلى المنطقة، كما أدت الغارات إلى مقتل وإصابة العشرات من عناصر الميليشيات، وأجبرت العديد منها على الفرار والانسحاب إلى مواقعها في الضباب ومفرق شرعب، الذي شهد تدمير مخزن أسلحة للميليشيات في قصف لمقاتلات التحالف.
كما شنت مقاتلات التحالف غارات على تجمعات الميليشيات في الجحملية وصالة والحوبان والقصر الجمهوري شرق المدينة، واستهدفت آليات لها في الربيعي وبير باشا والضباب ومحيط السجن المركزي وعند نقطة السمن والصابون جنوب وغرب المدينة، ما أدى إلى تدمير عربة عسكرية كانت تحمل ذخيرة للميليشيات، وإحراق طقم عسكري وتدمير دبابتين.
كما قصفت مقاتلات التحالف تعزيزات للميليشيات في شارع الثلاثين ومنطقة غراب في محيط اللواء 35 مدرع، ما أدى إلى تدمير دبابتين وعدد من العربات العسكرية، واستهدفت تجمعات للميليشيات في محيط جبل هان ومنطقة مدرات وحدائق الصالح والطريق الرئيس في الضباب غرب المدينة، فيما تمكنت قوات الجيش والمقاومة من التقدم باتجاه وادي حنش ووادي غراب في شمال مقر اللواء 35 مدرع.
وفي الجبهة الشرقية للمدينة، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من التصدي لهجوم على مناطق الجحملية وكلابة وثعبات والتموين العسكري وبازرعة، وحولتها إلى هجوم باتجاه مواقع الميليشيات في صالة بعد تطهير حي بازرعة بالكامل منهم. فيما واصلت الميليشيات قصفها اليومي على أحياء المدينة السكنية التي طالت حي الشماسي ووادي صالة الذي تقدمت باتجاه المقاومة والجيش، كما استهدفت السوق المركزي في حارة القرشي.
وفي الجبهة الشمالية، شهدت مناطق الأربعين وأسفل عصيفرة ووادي الزنوج اشتباكات عنيفة بين الجانبين، تمكنت المقاومة خلالها من أسر القيادي في ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، صدام إبراهيم حسان.
وفي لحج، نزحت عشرات الأسر من مناطق في القبيطة، نتيجة استمرار الميليشيات قصفها بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا، باتجاه عقاب جنوب منطقة كرش الحدودية مع تعز. وذكر شهود عيان في القبيطة أن عشرات الأسر من مناطق المغنية وعنفات والكعبين والمواهب وجالس والدجيرة والكرب نزحت باتجاه كرش وعقان، هرباً من قصف الميليشيات العشوائي لمناطقهم.
وفي مأرب، وجهت قبائل عبيدة صفعة قوية للميليشيات بإعلانها، عبر بيان، وقوفها صفاً واحداً مع الشرعية اليمنية وقوات الجيش والأمن اليمنية، وأنها لن تسمح بأن تكون أراضيها منطلقاً لتنفيذ عمليات غادرة بحق الجيش والمقاومة وكل أبناء اليمن الذين اختاروا مأرب ملاذاً آمناً لهم.
وفي الجوف، كشفت مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية السادسة، عن استعدادات مكثفة لخوض معركة كاسحة باتجاه ريف العاصمة صنعاء ومنطقة حرف سفيان بمحافظة عمران، انطلاقاً من المصلوب والمطمة، مشيرة إلى أن المعركة ستشكل تطوراً كبيراً في عملية تحرير العاصمة.
في الأثناء، تواصلت المعارك الدامية في مديرية المتون غرب المحافظة، ضد الميليشيات التي تحاول استعادة المواقع التي خسرتها أخيراً في المديرية، إلا أن المقاومة والجيش تمكنوا من صدها وإجبارهم على التراجع، وكانت مقاتلات التحالف شنت سلسلة من الغارات على تعزيزات الميليشيات في قرية الغيل التي تعد معقلاً رئيساً للميليشيات في الجوف.
وفي الضالع، جددت الميليشيات المتمركزة في العرفاف والتهامي جنوب مدينة دمت قصفها أطراف منطقة مريس بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، فيما ردت قوات الجيش والمقاومة بقصف مصدر النيران.
وفي ذمار، أقدمت الميليشيات على محاصرة منطقة رخمة، عقب رفض سكان المنطقة دفع مبالغ مالية في إطار ما يسمى «المجهود الحربي»، وهددت بسجن رجال المنطقة جميعاً في حال لم يتم الدفع.
وفي إب، أصيب 15 شخصاً في سوق مدينة «القاعدة» المحاذية لتعز من الجهة الشرقية، نتيجة مواجهات بين عناصر الميليشيات في أحد أسواق المنطقة، تبادلوا فيها الهجوم بالقنابل اليدوية جوار عمارة حسن العنسيين، على خلفية جباية أموال من تجار السوق.
المصدر: الإمارات اليوم