استكملت قوات الشرعية عمليات انتشار جديدة في جبهات نهم، بمحيط العاصمة صنعاء، استعداداً لمرحلة عسكرية جديدة ستقود إلى مناطق جديدة في محيط صنعاء، فيما تمكنت قوات الجيش الوطني في غرب تعز من تحقيق تقدم جديد في مديرية «موزع»، مع استمرار المعارك في جبهات عدة بمساندة مقاتلات التحالف. في حين أفادت معلومات مؤكدة بأن القيادي الحوثي البارز الدكتور مصطفى المتوكل، الذي تم اعتقاله أخيراً، سلم إلى قوات التحالف، بينما قتل قيادي حوثي في تعز.
وأكدت مصادر عسكرية تابعة للشرعية، وأخرى قبلية في مديرية نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، استكمال إعادة الانتشار التي نفذتها قوات الجيش الوطني والمقاومة في المناطق المحررة من المديرية، خلال الفترة الماضية، إلى جانب عمليات التسليح والتمركز في مواقع جديدة في مناطق تقع تحت سيطرة الميليشيات في مديريات تحيط بالعاصمة من الجهتين الشمالية والشرقية.
وأوضحت المصادر نفسها أن قوات الجيش والمقاومة استطاعت خلال الفترة الماضية تحقيق اختراقات نوعية في مديريات حاسمة في محيط العاصمة، وباتت تتخذ مواقع ومراكز ذات أهمية استراتيجية في مناطق عدة، بمساندة قبائل «طوق العاصمة»، التي أعلنت مواقف مساندة للشرعية، بعد لقاء ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، الشهر الماضي.
وأشارت إلى أن القوات المتمركزة في محيط العاصمة من الجهتين الشرقية والشمالية، تمتلك القدرة على حسم معركة تحرير العاصمة.
وكان الناطق الرسمي باسم مقاومة صنعاء، الشيخ عبدالله الشندقي، أكد قرب انتهاء استكمال تحرير مديرية نهم من الميليشيات والجبهات الأخرى، في إشارة إلى جبهات حاسمة مثل الساحل الغربي لليمن وصعدة معقل الميليشيات، وفك الحصار عن تعز، واستكمال تحرير شبوة المحافظة النفطية ذات الأهمية الاقتصادية الكبرى.
من جهة أخرى، دعا ناشطون وموظفون بلا رواتب بالعاصمة صنعاء، لتظاهرة حاشدة السبت المقبل، في ميدان التحرير بصنعاء، للمطالبة بالرواتب وبرحيل الميليشيات الحوثية، الذين اتهموهم بنهب الأموال العامة وتجويع الشعب، الذي تسببت له في إعادة انتشار الأمراض المنقرضة في إشارة إلى وباء «الكوليرا».
يأتي ذلك في إطار الخلافات التي تتصاعد بين طرفي الانقلاب، والتي من المتوقع أن تبدأ مرحلة التصادم اليوم الجمعة، في جامع الصالح، بعد التصعيد الكلامي والتهديد بين قيادات رفيعة في صفوف الانقلابيين من الطرفين، مع الحديث عن حشد الحوثيين مسلحين تابعين لهم في مقر الفرقة الأولى مدرع (سابقاً) في شمال المدينة، للزحف بهم نحو منطقة السبعين وجامع الصالح ودار الرئاسة.
وفي تعز، تمكنت قوات الجيش الوطني بمساندة التحالف العربي من تحرير المناطق المحيطة بمعسكر خالد من الجهة الشمالية بالكامل، والتي تبلغ مساحتها أكثر من خمسة كيلومترات مربعة، وممتدة بين المعسكر ومنطقة النجيبة التي تمت السيطرة عليها في الأيام الماضية من قبل الجيش الوطني.
إلى ذلك، واصلت مقاتلات التحالف تمشيط المناطق الغربية لتعز، والواقعة بين ساحل المخاء ومديرية مقبنة، وتمكنت من تدمير تعزيزات لهم في منطقة «كمب الصعيرة» في مقبنة، خلفت قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، وأدت إلى مقتل القيادي الحوثي في المنطقة، شهاب محمد العزي العشملي، المكنى (أبوحرب العشملي)، إلى جانب عدد من مرافقيه.
كما شهدت مناطق محيط معسكر خالد في موزع ومفرق البرح والوازعية غارات مكثفة لمقاتلات التحالف، أدت إلى تدمير آليات عسكرية، ومقتل عدد من عناصر الميليشيات. وتمكنت قوات الجيش الوطني في غرب تعز من تحقيق تقدم جديد في مديرية «موزع».
وكانت قوات الجيش الوطني أطلقت تحذيرات لسكان «الوازعية وموزع ومقبنة والبرح»، بالابتعاد عن المناطق العسكرية والتجمعات التي توجد فيها الميليشيات، والالتزام قدر الإمكان البقاء في منازلهم، خلال الفترة القليلة المقبلة، باعتبار ما تبقى من تلك المديريات «مناطق عسكرية» سيتم تحريرها قريباً، بعد استكمال طيران التحالف من استهداف جميع تعزيزاتهم ومواقعهم تمهيداً لتقدم الجيش الوطني.
وفي الجوف، تجددت الاشتباكات بين الجيش والمقاومة من جهة والميليشيات من جهة أخرى، في بوابة «معسكر حام»، الذي حاصرته قوات الجيش منذ أسابيع، وتمكنت من الوصول إلى محيطه والبوابة الرئيسة له، الأمر الذي يعد تطوراً عسكرياً مهماً في جبهات غرب الجوف.
وأكدت مصادر عسكرية ميدانية استمرار المعارك في محيط المعسكر، وتبادل القصف بين الجانبين بمختلف أنواع الأسلحة، مع الإشارة إلى إحراق آليات عسكرية للميليشيات، ومقتل عناصر منها تنتشر جثثهم في المنطقة.
وفي مأرب، أكدت مصادر عسكرية في المنطقة الثالثة تمكن الجيش من استهداف مواقع الميليشيات في «تباب الحماجرة والزغن والنصب الأحمر وال الشليف» في جبهات صرواح الواقعة إلى القرب من الحدود الجنوبية الشرقية لريف العاصمة صنعاء، بقذائف المدفعية، كما استهدفت مدفعية الجيش أيضاً تجمعاً للميليشيات الحوثية وسط مدينة صرواح.
وأفادت معلومات مؤكدة بأن القيادي الحوثي البارز الدكتور مصطفى المتوكل، الذي تم اعتقاله من قبل الجيش والأمن التابعين للشرعية نهاية أبريل الماضي، تم تسليمه إلى قوات التحالف.
وأفادت المصادر بأن التحالف تسلم المتوكل بعد ضغوط مورست على السلطة المحلية، في سبيل الإفراج عنه، على الرغم من ضلوعه في الانقلاب، ومشاركته سلطة الحوثيين انقلابهم، بعد ان تم تعيينه رئيساً للهيئة العامة للاستثمار في حكومة اﻻنقلابيين، ومستشاراً اقتصادياً لدى السفارة الإيرانية في صنعاء.
المصدر: الإمارات اليوم