كاتب إماراتي
– قول أربعة!
– أربعة!
– سيارة أبوك (مقربعة)!
ويركض ذلك الغبي الأحمق وهو يقهقه بصوت عالٍ سعيداً بأنه حصل على ضحية جديدة بلعت الطعم.. وأمضي في طريقي غير آبه بسخافاته وغير مدرك أن مزحته السخيفة كانت نبوءة ستبقى معي 30 عاماً مقبلة.
***
لأعوام عديدة وأزمنة مديدة، بقيت سيارة أبي التي ورثتها وسيارتي التي تلتها (مقربعة)، لذلك فإن غاية ما أحلم به هو أن يكون لدي (فتحة سقف)، أو أن أتمكن من فتح باب السيارة من الداخل دون الحاجة لتنزيل (الجامة)، ومد يدي من الخارج على طريقة لصوص الخزانة في فيلم (أوشن إيليفن) لفتحه، وبسبب هذه المعطيات فأنا حقيقة لا أعلم تماماً ما هو ترف (مثبت السرعة) الذي يتحدثون عنه هذه الأيام؟! وإن كان الأمر لا يحتاج إلى عبقرية من نوع خاص لفهم وظيفته، وحتى لو وجد في سيارتي فلن أجربه فأنا (مثلك) أكره كل جديد بدءاً من أجهزة الكمبيوتر، التي تعمل باللمس ذي الإيحاء البذيء، وليس انتهاء بما يعرف بالـ(ربيع العربي) الذي حرمني زيارة (بولاق) لعامين متتاليين، وحتى لو قررت تجربة (مثبت السرعة) فلن أفعل ذلك بعد أربعة حوادث في عام واحد، سلطت عليها وسائل الإعلام أضواءها، وحدثت جميعها قريباً من الخط الذي أستخدمه بشكل يومي، وتحدثت جميعاً عن إنقاذ حياة مستخدمين كادوا يقضون بعد أن (جيَم) مثبت السرعة لديهم!
أربعة حوادث في تقنية معينة خلال عام واحد هو رقم لا يمكن تجاهله، خصوصاً مع ضبابية التصريحات الرسمية للجهات المعنية في كيفية تعاملهم مع حالات عطل مثبت السرعة، ما فتح الباب لوكالة أنباء (بلاك بيري) وهي كما تلاحظ من اسمها لا توحي بالثقة! فهناك من يقول إن الشرطة تطلق النار على الزجاج الخلفي لأن السيارة تتوقف عند تحطمه، وهناك من يقول إنه يجب إدخال السيارة في البر لكي تغرز، ويخرج (المغرز من أجله) سليماً، وهناك من يقول إن الشركات الراقية تقوم بعمل (شت داون) للسيارة عن طريق الأقمار الاصطناعية!
الموضوع مقلق ويحتاج بعد (حب خشوم) الجهات المعنية، أن يشرحوا لنا أولاً كيفية التصرف في هذه الحالة إن حصلت لا قدر الله، ولم يقضِ صاحبها بسبب الهلع.. وثانياً نحتاج إلى تطمينات وتوضيحات منها لكيفية التعامل مع الحالات الماضية، التي عدّت بسلام، على الأقل لزرع الطمأنينة في قلب رجل مازال يخشى سطوة نبوءة قديمة.
***
قولو أربعة!
المصدر: الإمارات اليوم