كاتب سعودي
قبل أيام، كتب الزميل الجميل محمد الشقاء، على حسابه في “تويتر” تغريدة قال فيها: “بالفطرة.. دون دوافع ليبرالية أو دفع من دعاة قيادة المرأة للسيارة، اتجهت بسيارتها للتبضع من إحدى المحلات في شقراء”، مرفقا مع النص صورة لامرأة وقد ترجلت من مركبتها الـ”بك أب” أو “الحوض”، ويظهر جليا أنها هي من كانت تقود السيارة لا غيرها.. كتبت له فورا: “هل نفهم من حديثك أن “منع قيادة المرأة” يخالف الفطرة..؟”، فتحدث وقتها عن وجهة نظره عن “قيادة المرأة للسيارة”.. ولم يجب عن سؤالي!.
ولأن هذا اللغط لم يعد حديثا، وبغض النظر عن موافقته أن الأمر فطري واعتيادي أم لا، فقد زار فكري عدة أشياء محرومة، منها المرأة التي لا تقود مركبتها.. لا يهمني إن كنتم ستتعاطون معها بجدية أم لا، أو ستقولون بجنوني، ولكنها مجموعة من التصرفات والسلوكيات التي يتفرد بها القائدون، ومحرومة منها الملكات..
فالمرأة التي لا تقود السيارة، لن تظفر على فرصة الغناء بصوت مرتفع داخل مسرح السيارة، وهي العادة التي يمارسها معظم الرجال دائما كلما اختلوا بالمقود، ولن تستطيع السرقة من أطراف رغيف الخبز قبل الوصول به لمنزل الهناء، وهو الفعل الذي يتلذذ بممارسته القائدون، كما أنها ـ وهذا أمر مهم للغاية ـ لا يمكن أن تتعلم مهارة ممارسة القيادة والكتابة بالجوال والعبث بالمسجل وشرب “الموكا” في آن، من خلال التعاطي الخطر الذي يفعله كثر ممن لا تعنيهم سلامة الآخرين!.
وأخيرا، وبعد كل هذه المعروضات، أو “المفقودات”ـ إن صحت تسميتها بذلك ـ فإنه من المنطق أن نعيد النظر بهذه القضية من خلال التعاطي مع هذه الرغبات الصغيرة، طالما أن البعض يعتقد أن الرغبات الكبيرة، بكل أنواعها، من (حاجة) و(استقلالية) وغيرها، لم تكن مهمة “بحسبهم”.. ولنحاول أن نجيب مع الشقاء “بلا تصنيف”: هل قيادة النساء للسيارة أمر يخالف الفطرة أم لا..؟! والسلام
المصدر: صحيفة الوطن