في الثامنة إلا الربع من مساء اليوم، يقف فريق الكرة بنادي الوصل على بُعد خطوة من لقب «خليجي 27»، حين يواجه المحرق البحريني في إياب نهائي بطولة الأندية الخليجية لكرة القدم، والذي تدور رحاه على ملعب الوصل في زعبيل بدبي في مباراة تاريخية لكل الأطراف المشاركة في المباراة سواء لاعبين أو مدربين أو حتى الجماهير.
يبحث الوصل عن التتويج الثاني له بالبطولة متسلحاً بنتيجة عريضة حققها في لقاء الذهاب بالفوز 1/3 في المباراة التي جرت بالمنامة، ولذا فإذا كان الوصل يقف على بُعد خطوة من اللقب، فإن المحرق وبالحسابات ومنطق الساحرة المستديرة يعد أبعد منه بخطوات، غير أنه لا مستحيل في الكرة.
ومواجهة تاريخية بكل المقاييس لعدد من الأسباب، لعل في مقدمتها أن من يقود الفهود من خارج المستطيل الأخضر في هذه البطولة، هو النجم الأرجنتيني الأسطورة مارادونا المدير الفني للإمبراطور، وتلك البطولة الأولى التي تلوح للأسطورة في مجال التدريب، وهو ما يحمل الكثير من المعاني الخاصة لمارادونا الذي كثيرا ما حمل الكؤوس كلاعب سواء كأس العالم أو أثناء احترافه بالعديد من الأندية، ولكن الوضع اليوم يختلف، إذ إنها البطولة الأولى التي تلوح له في مسيرته التدريبية.
ولعل هذا السبب تحديداً، هو ما يجعل النهائي الخليجي هذه المرة ربما الأكثر شهرة في تاريخ هذه البطولة الإقليمية التي تؤكد عاما بعد الآخر أنها تضرب بقوة في جذور الكرة الخليجية، كما أن النهائي يمثل تاريخاً جديداً للفهود، حيث يبحث عن التتويج للمرة الثانية ليصبح الفريق الثاني في الكرة الإماراتية الذي يحقق هذا اللقب مرتين بعد أن سبقه فريق الشباب من قبل لهذا اللقب، وليصبح الوصل كذلك سابع فريق خليجي يحقق اللقب لمرتين.
وإذا كانت هذه هي طموحات الفهود، فإن المحرق البحريني يخطط لأن تكون المباراة تاريخية بالنسبة له لأنها المرة الأولى التي يتأهل فيها «الذيب الأحمر» لهذا النهائي، وعلى الرغم من خسارة الفريق بنتيجة قاسية في المنامة إلا أنه يتشبث بالأمل معتمدا على المفاجآت في عالم الساحرة المستديرة ومتسلحا أيضا بخبرات متنوعة بين صفوفه بوجود مجموعة لاعبين يمتلكون خبرة دولية نتيجة تواجدهم في صفوف المنتخب البحريني.
وبعيدا عن الفريقين، فإن المباراة تاريخية أيضا لجمهور الإمبراطور والذي تم حرمانه من الوجود في مدرجات المباراة النهائية عام 2010 في ختام «خليجي 25» بعد القرار الذي صدر ضد النادي نتيجة الأحداث التي صاحبت مباراة الوصل مع النصر السعودي في ملعب زعبيل بالدور قبل النهائي، ووقتها، ظلت الجماهير قبل وأثناء تلك المباراة الشهيرة ضد نادي قطر القطري تهتف للفهود من خلف المدرجات، ولكنها اليوم ستوجد وبكثافة كبيرة مرتدية الزي الأصفر المعبر عن الفهود لتؤكد أنها السلاح القوي في يد الفريق للتتويج بلقب البطولة.
والمباراة بعيدا عن كل هذه المعطيات ستكون حديث الكثير من وسائل صحافة وإعلام العالم نظرا لأن الأسطورة طرف أساسي فيها وستكون عيون كاميرات المباراة مسلطة بمنتهى القوة على الأسطورة لرسم تعابير وجهه وهو يدير ويتابع أول نهائي في تاريخه التدريبي، أضف إلى ذلك أن نجوم زعبيل يبحثون عن الفوز بمبلغ «مليون ريال سعودي» هي قيمة الجائزة المالية للفريق البطل، في حين يحصل صاحب المركز الثاني على مبلغ نصف مليون ريال سعودي.
وعلى الرغم من أن المباراة تميل منطقياً للوصل بحسب النتيجة التي آلت إليها مباراة الذهاب، إلا أن مارادونا لا يأمن «غدر» الساحرة المستديرة، ولذلك سيلعب بطريقة متوازنة جدا بين الدفاع والهجوم، وسوف يبحث عن كيفية السيطرة على منطقة المناورات معتمداً في الكثير من الأوقات على وجود 5 لاعبين في خط الوسط، هم:راشد عيسى ودوندا وخليفة عبدالله ومارسير إضافة إلى كابتن الفهود عيسى علي، مع وجود القناص الأورجوياني أوليفيرا في خط الهجوم، وفي الدفاع سيوجد الرباعي درويش أحمد وياسر سالم ووحيد إسماعيل ومبارك حسن، ويقوم بحراسة المرمى الحارس الأمين ماجد ناصر.
وليس معنى وجود أوليفيرا بمفرده في الخط الأمامي أن الوصل سيلعب بطريقة دفاعية، ولكن الوصل عندما ينطلق للأمام سيوجد إلى جوار أوليفيرا كل من راشد عيسى ودوندا وعيسى علي إضافة إلى انطلاقات درويش أحمد ومبارك حسن من طرفي الملعب، وستكون كل الاحتمالات موجودة أمام لاعبي الوصل للتهديف، خاصة أن شهية الفهود «مفتوحة» تماما لالتهام «ذئاب» المحرق في ظل وجود جماهير عاشقة لفريقها ستحضر بكثرة في المدرجات، وعلى خط الملعب يوجد أسطورة كروي عالمي تربطه باللاعبين علاقة حب كبيرة يرغبون في ترجمتها إلى سطور جديدة في مسيرة الفهود الكروية الخليجية.
طريق الفريقين للمباراة النهائية
يذكر أن الوصل قد لعب ضمن فرق المجموعة الرابعة التي ضمت معه أندية النهضة العماني والرفاع البحريني ونجح الفهود في التفوق على النهضة ذهابا وعودة بنتيجة 2/صفر في مسقط، و3/4 في مباراة زعبيل، والتفوق كذلك على الرفاع ذهابا وإيابا بنتيجة 1/3 في دبي و2/صفر في المنامة، ثم تأهل الفريق ليواجه الوحدة في دور الثمانية في المباراة التي انتهت بفوز الفهود بركلات الترجيح 3/5 في ملعب الوصل.
وفي الدور قبل النهائي تغلب الوصل على الخور القطري في دبي بنتيجة 3/صفر ثم خسر الوصل في قطر بنتيجة 2/1 ليتأهل الفهود للمباراة النهائية ونجح الفريق في التفوق على المحرق في ملعبه بالمنامة بنتيجة 1/3 لتصبح مباراة الليلة مسك الختام. أما الفريق البحريني فقد لعب ضمن فرق المجموعة الأولى والتي تصدرها برصيد 9 نقاط بالفوز على الجهراء الكويتي بهدف نظيف ذهابا والخسارة إيابا بالنتيجة في الكويت، ثم التغلب على فنجاء العماني ذهابا وإيابا بنتيجة 3/صفر، وفي دور الثمانية تفوق المحرق على النصر الكويتي 3/صفر، وفي الدور قبل النهائي خسر الفريق البحريني من العربي بالكويت 1/ 2 ثم تفوق بالمنامة 2/صفر ليصل للمباراة النهائية وخسر الفريق جولة الذهاب على ملعبه 3/1 لتصبح موقعة الليلة أكثر صعوبة.
المصدر: جريدة الاتحاد