وجد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون نفسه في موقف محرج للغاية، عندما فشل في الإجابة على عدد من الأسئلة المعتمدة في اختبار منح الجنسية البريطانية، وذلك كجزء من لقاء تلفزيوني أجراه مع برنامج «ليترمان شو» الأميركي.
وعلق كاميرون الذي يحضر اجتماعات الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك على أدائه في البرنامج بالقول «أنا في حاجة إلى بذل المزيد من الواجبات المنزلية».
وعندما سأله مستضيفه ديفيد ليترمان عن الشخص الذي ألف النشيد الوطني البريطاني أجاب أنه «إدوارد إلجر» وهو ملحن موسيقي كلاسيكي ولد بعد تأليف النشيد من قبل توماس آرني بـ117 عاما!
كما فشل كاميرون في معرفة ماذا تعني كلمة «ماجنا كارتا»، وهي وثيقة إنجليزية صدرت لأول مرة عام ١٢١٥م، وما تزال معتمدة ضمن كتب لوائح الأنظمة الداخلية لإنجلترا وويلز حتى الآن. وقد وصفت تلك النسخة بأنها «الميثاق العظيم للحريات في إنجلترا».
واعترف رئيس الوزراء البريطاني أنه يعاني كثيرا من عدم قدرته على قراءة كتب التاريخ، لكنه وعد أن يفعل الأفضل في المستقبل.
ومثل هذه المواقف تصيب المسؤولين البريطانيين بالحرج الشديد، في بلد يتقدم فيه نحو 15 ألف شخص سنويا بطلبات الحصول على الجنسية البريطانية ويخضعون لذات الاختبار الذي فشل فيه كاميرون. وتعد حكومة الائتلاف الحاكمة التي يقودها «المحافظ» كاميرون، من أشد الناس المدافعين عن قانون اختبار منح الجنسية البريطانية.
وفي البداية بدا أن الاستعراض التلفزيوني يتجه لمزيد من المتعة والترفيه واللباقة، لكن سرعان ما اتضح أن ديفيد ليترمان نصب فخا كبيرا لكاميرون حين بدأ بسؤاله عن التاريخ البريطاني.
وعندما سئل أيضا عما إذا كانت له شعبية في المملكة المتحدة، رد كاميرون «لا أحظى بشعبية كبيرة، وذلك بسبب المشاكل الاقتصادية والعجز في الميزانية».
كما فشل كاميرون في تحديد عدد من يعيشون في المملكة المتحدة، وقال إنهم 60 مليون نسمة، في حين أنهم 62.6 مليون، وفقا لبيانات البنك الدولي العام الماضي.
وكان من الممكن أن يكون الأمر أكثر سوءا لو قبل كاميرون الإجابة على أسئلة عن الفوارق بين إنجلترا وويلز مثلا، لكن ليترمان فضل عدم المضي قدما في اختبار كاميرون بعد أن استشعر حرج الموقف.
بالمقابل، لم يدع ليترمان الفرصة تفوت قبل أن يسأل كاميرون عن الفروق بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا، وما إذا كان الانفصال قد تم لأسباب دينية، فقال كاميرون إنه من الصعب الجزم بذلك القول، ذلك أن العديد من البروتستانت والكاثوليك ما زالوا يعيشون في أيرلندا الشمالية، وهم يفضلون البقاء في إطار الاتحاد الملكي البريطاني، كما نوه بالعلاقات الجيدة جدا التي تربط المملكة المتحدة بجمهورية أيرلندا، التي وصفها بأنها دولة مستقلة تماما.
لكن رغم كل هذا، وجد كاميرون الفرصة لإبراز جزء من رسالته الترويجية التي ركزت على نجاح دورة الألعاب الأولمبية وجاذبية الاقتصاد البريطاني. كما نوه على حقيقة أن بريطانيا ليست في منطقة اليورو المضطربة. وقال أيضاً إن التوقعات الاقتصادية ستكون ربما أسوأ إذا كنا في منطقة اليورو.
المصدر: العرب القطرية