“كاندي كراش” تستغل ضعف العقل البشري

منوعات

يعمل التطبيق الترفيهي المعروف “كاندي كراش” على استغلال ضعف العقل البشري أمام بعض الأمور لدفعه إلى الاستمرار في اللعب، ويقوده إلى إدمان اللعبة بشكل أو آخر.

وتتميز لعبة “كاندي كراش” بأنها سهلة ويسيرة مقارنة بألعاب أخرى، وبالتالي يسهل إدمانها، ودليل ذلك عدد الأشخاص الذين يمارسونها على أجهزتهم الخلوية، إذ تشير التقديرات إلى أن عدد من يلعبونها يصل إلى 93 مليون شخص يومياً.

بل إن عدد من قاموا بتحميل التطبيق المجاني للعبة يصل إلى نصف مليار شخص، ما رفع صافي أرباح الشركة المطورة للعبة، وهي شركة “كينغ ديجيتال إنترتينمنت”، العام الماضي وحده 568 مليون دولار.

وتقدر قيمة لعبة “كاندي كراش ساغا” بحوالي 7 مليارات دولار، وتحقق تراكماً مالياً يومياً يصل إلى 800 ألف دولار من خلال شراء اللاعبين لأرواح جديدة للاستمرار في اللعب والوصول إلى مستويات جديدة في اللعبة.

لماذا الإدمان على اللعبة؟

لا شك أن بساطتها وسهولة اللعب إلى درجة أنها تناسب أطفال ما دون سن الدراسة، تدفع المرء إلى مواصلة اللعب، فكل ما عليك فعله هو أن تماثل بين 3 قطع حلوى من حيث اللون، وهكذا تنتقل من مستوى إلى آخر أكثر تقدماً، وهو ما يمثل رضاً عن الذات ومكافأة صغيرة لعقولنا.

هذا الأمر يدفع إلى إفراز “الدوبامين” في العقل، الذي له علاقة بكيمياء السعادة عند الإنسان، ولكنه يلعب دوراً مهماً في التعلم أيضاً ويعزز سلوكنا وقدرتنا على مواصلة الأداء.

ومع الاستمرار في اللعب تصبح اللعبة أصعب تدريجياً والفوز يصبح متقطعاً.

كذلك فإن لعبة كاندي كراش هي لعبة حظ بالمقام الأول، فنجاح اللاعب يعتمد على مصفوفة الألوان التي حصل عليها بشكل عشوائي، وليس بسب المهارة.

وفي اللعبة لا يمكن توقع الفوز، لكنه يحدث، ويحدث بطريقة تدفعك إلى العودة للعب مرة أخرى، حسب دراسة نشرتها صحيفة “غارديان” البريطانية.

وتجادل الشركة المصنعة للعبة أنه في حين أن المقامرة هي لعبة فرص، فإن كاندي كراش هي لعبة “من السهل تعلمها ولكن من الصعب إجادتها”.

الميزة المهمة في هذه اللعبة التي تدفع اللاعب لطلب المزيد هي “تعليق اللعب” لفترة زمنية محددة بعد 5 خسارات متتالية.

فهذه الميزة، إلى جانب أنها تدفع اللاعب لطلب المزيد من اللعب، تحقق الأموال والربح للشركة عن طريق شراء حق العودة للعب من خلال شراء مزيد من الأرواح.

“تكيف هيدونيك”

وأطلق العلماء في جامعتي هارفارد وبريتيش كولومبيا على هذا التأثير اسم “تكيف هيدونيك”، وهو ميل الإنسان إلى العودة السريعة إلى المستوى المستقر نسبياً من السعادة رغم الأحداث الرئيسية السلبية أو الإيجابية الطارئة أو التغيرات الحياتية.

ووفقاً لهذه النظرية، فإن الإنسان الذي يحقق ربحاً أكثر، يزيد من منسوب الطموحات والرغبات لديه، ما يؤدي إلى التوصل لسعادة مؤقتة ليست دائمة.

وخلاصة نظرية “تكيف هيدونيك” هي أن “من يحرم من شيء ما يشعر بمكافأة الحصول عليه أكثر من غير المحرومين منه”.

أخيراً، ليس مصادفة أن اللعبة تعتمد أسلوب الحلوى، فالطعام عادة ما يستخدم في ألعاب القمار، وتربط سعادة الإنسان بالأكل في اللعبة.

وأقر متحدث باسم الشركة بهذا الأمر، مشيراً إلى أن الحلوى لها ارتباط إيجابي عند الناس وهو ما يساعد على جعل اللعبة أكثر مرحاً واسترخاء.

المصدر: سكاي نيوز عربية