دفعت الميليشيات الانقلابية في اليمن بتعزيزات من كتائب «البدر»، المدربة على يد إيران، أمس، في محاولة لاستعادة معسكر خالد الاستراتيجي في المخاء بمحافظة تعز، فيما أكدت مصادر عسكرية غرب تعز اقتراب قوات الجيش من السيطرة على مفرق شرعب وقطع طريق الإمداد الرئيس للميليشيات عبر شارع الستين الممتد من شرق المحافظة إلى غربها، بينما بدأت قوات الجيش في جبهات نهم، شمال شرق العاصمة صنعاء، قصفها مواقع الميليشيات في مديرية «بني حشيش» بالتزامن مع تدمير مقاتلات التحالف مخازن أسلحة ومعسكر تدريب في جنوب العاصمة.
وفي التفاصيل، تحاول الميليشيات الانقلابية عبثاً استعادة معسكر خالد بن الوليد الاستراتيجي في تعز، ولذلك دفعت بتعزيزات من كتائب «البدر»، المدربة على يد إيران، أمس. وكتائب «البدر» تعد إحدى الكتائب الخاصة التي تتلقى تعليماتها من زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي.
ومثل سقوط معسكر خالد الاستراتيجي، أخيراً، في يد القوات الشرعية والتحالف العربي، ضربة قاصمة للانقلابيين.
وفي غضون ذلك، تواصلت المواجهات غرب مدينة تعز، لليوم الثاني على التوالي.
وشهد أمس مواجهات عنيفة تخللها قصف متبادل بمختلف أنواع الاسلحة، وأسفرت المواجهات عن مقتل أكثر من سبعة من المتمردين وثلاثة من أفراد قوات الشرعية.
وتمكنت قوات الشرعية من إحراز تقدم رغم الألغام التي زرعها الحوثيون، وتسعى للوصول إلى خط الستين، وهو طريق إمداد مهم للمتمردين يربط مدينة تعز بالحديدة. وقتلت فتاتان وأصيبت امرأتان في قصف للمتمردين على حي عصيفرة شمال مدينة تعز.
وقالت مصادر عسكرية ميدانية تابعة للشرعية في غرب محافظة تعز، إن وحدات من الجيش التابعة لـ«اللواء 17 مشاة» تمكنت من السيطرة على منطقة مدرات بالكامل، الواقعة بالقرب من مصنع السمن والصابون في غرب المدينة، ووصلت الى منطقة مفرق شرعب على الطريق الواصل بين تعز والمخاء، وسط حالة من انهيار الميليشيات وفرارها باتجاه منطقة البحابح بالربيعي.
وأضافت المصادر أن الجيش بات قريباً من السيطرة على أهم طرق الإمداد التابعة للميليشيات المتمثلة بشارع «الستين» الممتد من مفرق الذكرة شرق تعز إلى منطقة الزيلة على طريق تعز – المخاء ومنها إلى الحديدة غرباً، والتي تربط معسكرات الميليشيات بالجند وشرق تعز وأخرى في محافظة إب بغرب اليمن.
وأشارت المصادر إلى أن معارك بين الجيش والميليشيات تدور في المناطق الواقعة بين حذران والربيعي، منها تبة الضنين ونقطة الهنجر ومنطقة الرجمة، وأن خمسة من ميليشيات الحوثي قتلوا، فيما أصيب آخرون في المواجهات، إلى جانب تدمير مخزن أسلحة تابع لهم، فيما استشهد أحد عناصر الجيش وأصيب اثنان آخران.
وكانت مقاتلات التحالف شنت سلسلة من الغارات استهدفت مواقع الميليشيات في غرب تعز، منها محيط مديرية موزع الشرقي وجبل الشبكة، مع تجدد الاشتباكات بين الجيش والميليشيات في جبهة الكدحة التابعة لمديرية المعافر، تركزت في نقيل زبد وتبة مصنعة، وخلفت قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، بينهم القيادي الحوثي المكنى «أبوصادق»، الذي لقي مصرعه مع عدد من مرافقيه في تلك المواجهات.
وفي جبهات نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، واصلت قوات الجيش قصفها مواقع الميليشيات في جبهات التماس الممتدة بين مديريتي أرحب وبني حشيش، وقصفت للمرة الأولى مواقع داخل مديرية بني حشيش المحاذية مباشرة لأطراف أمانة العاصمة من الجهة الشمالية الشرقية.
يأتي ذلك متزامناً مع قيام مقاتلات التحالف بشن غارات مكثفة على مواقع الميليشيات في نهم وأطراف العاصمة الشمالية والجنوبية، تمكنت خلالها من تدمير مخازن أسلحة في معسكر «ريمة حميد» بمنطقة سنحان مسقط رأس المخلوع صالح، كما دمرت معسكراً تدريبياً سرياً للانقلابيين في منطقة «بير الهذيل» بسنحان، هو الثاني الذي يتم استهدافه من قبل مقاتلات التحالف في المنطقة، كما استهدفت معسكر السواد التابع للحرس الجمهوري في جنوب العاصمة.
كما قصفت مقر الأمن القومي بمنطقة صرف شمال العاصمة، ومناطق متفرقة في الحتارش القريبة من بني حشيش.
من جهة أخرى، أقدمت الميليشيات الحوثية على اختطاف العقيد محمد حسين الحداء، وهو أحد ضباط قوات المخلوع صالح في محافظة ذمار جنوب العاصمة، مع نجله، واقتادوهما إلى جهة مجهولة، وفقاً لمصادر محلية أشارت إلى أن الحوثيين يتهمون الحداء بالتعاون مع قوات الشرعية في مأرب، فيما تصدت لثلاث محاولات قامت بها الميليشيات للتقدم نحو منطقة الغرفة وبيوت السنتيل بمديرية المصلوب، وتمكنت من دحرهم وتكبيدهم خسائر كبيرة.
وفي حجة، تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير تعزيزات للميليشيات بمنطقة المزرق بمحيط حرض، كما استهدفت بثماني غارات مواقع أخرى للميليشيات بمحيط ميدي الغربي، وقصفت موقعاً للميليشيات في محيط مركز مديرية صرواح غرب مأرب.
وفي عمران شمال العاصمة صنعاء، وثق تقرير حقوقي ميداني 78 انتهاكاً ارتكبتها الميليشيات في المحافظة خلال شهر يوليو الماضي، تنوعت بين جرائم القتل والاعتداءات على الأشخاص والممتلكات الخاصة والعامة.
المصدر: الإمارات اليوم