«كتاب الرياض»: غلاء فاحش في الأسعار… والرقابة على الناشرين غائبة

منوعات

أبدى عدد كبير من الزوار في اليوم الثاني لانطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب انزعاجهم مما وصفوه بـ «الغلاء الفاحش» للأسعار.

وأكد بعضهم لـ «الحياة» أن أسعار الكتب مبالغ فيها، مطالبين بضرورة وجود آلية تنظم عملية تسعير الكتب. وقال محمود الروبعي، الذي كان يصطحب أسرته ويتجول على الأجنحة، إنه أنفق نحو 2000 ريال على مجموعة صغيرة من الكتب، مشدداً على ضرورة وجود «رقابة على أسعار الكتب من اللجنة المنظمة، حتى لا يظلم الزوار».

في حين أوضح عبدالعزيز السمار (مدرس) أن دور النشر تعوض خسائرها في المعارض العربية «من جيب السعوديين»، داعياً إلى «اتخاذ إجراءات مشددة حيال دور النشر التي ترفع الأسعار».

وذكرت طالبة جامعية أنها لا تستطيع شراء كل ما ترغب فيه من الكتب، «إذ تحول المعرض ساحة للتلاعب بالأسعار من دون رقيب».

ولاحظت «الحياة» أنه لا توجد أي رقابة للأسعار، وإن كانت محددة على الأغلفة، فغالبية عمليات الشراء تتم من دون تسلّم فاتورة يلزم تسلّمها من إدارة المعرض في بوابات الخروج، كما هو متبع في معارض الكتاب الأخرى، كما لا يوجد إحصاء آلي لما تم بيعه، وهو ما يثار معه السؤال عن كيفية إعداد إحصاءات المعرض!

من ناحية أخرى، يؤكد الناشرون أنهم يجدون في معرض الرياض تعويضاً كبيراً من الناحية المادية، نظراً إلى ما يخسرونه في معارض الكتاب الأخرى. على أنه وفي ظل عدم وجود رقابة نوعية على البيع والشراء، يستغل الكثير من هؤلاء الناشرين الوضع فيزيدون في السعر.

وقال أحد الزوار إنه اضطر لشراء كتاب عدد صفحاته لا يتجاوز الـ 100 ورقة بـ40 ريالاً، «بينما قيمته الحقيقية لا تتجاوز الـ10 ريالات. معرض الرياض بالنسبة إليّ فرصة، وبخاصة أن الكتاب قادم من مصر أو المغرب». كما لاحظت «الحياة» أن غالبية الكتب متوسطة الحجم تفوق الـ50 ريالاً، بينما الكتب كبيرة الحجم يراوح سعرها بين 150 و300 ريال، وبذلك يسجل الكتاب أغلى سعر له في معرض الرياض من دون غيره من المعارض.

من جهة أخرى، انطلقت مساء أول من أمس الفعاليات الثقافية للمعرض، بندوة حول العلاقات الأسبانية والسعودية، وشارك فيها كل من السفير الأسباني لدى المملكة خواكين بيريث توريبا ومدير معهد الدراسات الدبلوماسية الدكتور عبدالكريم الدخيل وأدارها الدكتور عبدالله العسكر. وأعقبها ندوة ثانية بعنوان «كرة القدم الإسبانية بوصفها عملاً ثقافياً»، أكد المشاركون فيها أن الرياضة لغة من لغات العالم المعنوية، ووسيلة تواصل بين مختلف شعوبه.

وشارك في هذه الندوة الإعلامي الإسباني بدرو بانياقوا والدكتور حافظ المدلج وفيصل أبواثنين، وأدارها الكاتب والإعلامي عادل عصام الدين. وتحدث بدرو عن علاقة الرياضة بالثقافة، مستعرضاً العمل الأدبي في الرياضة، ومورداً بعض النصوص الشعرية عن الأندية. وأوضح بدرو أن المقالات الرياضية لها لغتها الخاصة، وأن الرياضة يمكن أن يُكتب عنها بأسلوب أدبي، مشيراً إلى أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر في التعصب الرياضي، ومن أهمها الموارد الاقتصادية. في حين تحدث الدكتور حافظ المدلج عن علاقة الرياضة بالتسويق، وعن الرياضة الإسبانية وهيمنتها العالمية بوصفها ثقافة، وتطرق إلى التعاقدات الضخمة التي توقعها الشركات العالمية مع الأندية الرياضة الإسبانية، وأثر ذلك في الجانب الاقتصادي والثقافي، مدللاً على دور الرياضة الإسبانية في نقل ثقافة هذا البلد الأوروبي إلى شعوب العالم. من جهته، أوضح فيصل أبواثنين أن الرياضة وسيلة تواصل بين الشعوب، ووسيلة لتوصيل الثقافة، ومرآة عاكسة لثقافة الأمم التي تمارسها.

مشاهدات

– خلال ورشة «كيف تستفيد من وسائل التواصل الاجتماعي» لمحمد بدوي، التي عقدت مساء أمس مدة ساعتين، طالب أحد الحضور بوضع حاجز في الورشة بين الرجال والنساء، اللاتي لم تحضر منهن سوى اثنتين إحداهما إعلامية.

في حين قال منظم الورشة إن جلوس السيدات في الخلف نوع من الفصل بين الحضور، فاشتد النقاش معه وانسحب أحد الحضور بعد أن استشهد بأن مجالس النبي كانت بلا منازعات.

– يدشن الدكتور عايض القرني مساء اليوم كتابه «اعرف ربك». وتردد أن القرني أدرج كتابه ضمن حفلات التوقيع قبل فسحه، وهو شرط الموافقة على التوقيع، بيد أن القرني استطاع الحصول على الفسح خلال يوم واحد فقط، الأمر الذي أثار حفيظة بعض المثقفين على إدارة المطبوعات في وزارة الثقافة والإعلام، متسائلين: كيف يمكن التعامل بمكيالين مع فسح الكتب، فبعضها يستغرق شهوراً بينما القرني يفسح كتابه خلال 24 ساعة؟

– اقتحم محتسبون مساء الأربعاء الماضي الإيوان الثقافي في فندق ماريوت. وعندما رأوا كاتبة دنماركية من أصل عراقي، تجلس في القسم المخصص للنساء، طلبوا منها تغطية وجهها، فانصرفت الكاتبة التي جاءت في زيارة قصيرة إلى المملكة برفقة إحدى أديبات الدنمارك، وزارت الإيوان رغبة منها في التعرف على بعض أوجه المشهد الثقافي في المملكة. المحتسبون أنفسهم رفضوا التصوير خلال جلسة الإيوان التي تركزت حول الخط العربي، لكن المصورين لم يمتثلوا لطلب المحتسبين واستمروا في تصوير الفعالية.

– للمرة الثانية تمنع دار «الغاوون» من المشاركة في معرض الرياض للكتاب، وتردد أن السبب احتجاج «الهيئة» على اسم الدار، التي اشتهرت بطباعة دواوين شعرية لشعراء عرب وسعوديين، إضافة إلى ترجمات لشعراء عالميين.

المصدر: الرياض – عبدالله وافيه وعيسى الشاماني – الحياة