نجحت مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي في نقل وزراعة كلية من شاب متبرع من المملكة العربية السعودية، بعد وفاته في حادث مروري إلى فتاة مواطنة تدعى (لطيفة)، تبلغ من العمر 23 عاماً، وتحسنت حالة المريضة وبدأت في التعافي تدريجياً.
وزار وفد من هيئة الصحة في أبوظبي (لطيفة) بعد العملية للاطمئنان على صحتها. وأكد رئيس شعبة زراعة وجراحة الكبد والكلى في مدينة الشيخ خليفة الطبية، الدكتور محمد بدر الزمان، أن عملية نقل الكلية من السعودية إلى دولة الإمارات احتاجت إلى تنسيق وتخطيط وجهود كبيرة، وتم نقل الكلية من المتبرع المتوفى إلى الدولة ومن ثم زراعتها للمريضة التي كانت تعاني فشلاً كلوياً منذ 16 عاماً.
وروى استشاري أمراض وزراعة الكلى، رئيس اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء عضو اللجنة الخليجية لزراعة الأعضاء، الدكتور علي عبدالكريم العبيدلي، قصة المواطنة لطيفة سعيد، التي تعاني فشلاً كلوياً، وتخضع لعمليات غسيل كلى منذ عام 1996، إذ قضت نحو 16 عاماً من عمرها البالغ 23 عاماً في معاناة شديدة مع المرض والعلاج والغسيل، بالإضافة إلى كثير من الأمراض الناجمة عن الفشل الكلوي مثل القسطرة وتجلط الدم والالتهابات.
وقال إنه على الرغم من هذه المعاناة فإن لطيفة كانت دائماً مثالاً للفتاة المفعمة بالأمل وحب الحياة، وحرصت على مواصلة دراستها على الرغم من ظروفها الصحية، وحافظت على ابتسامتها وبهجتها، إلى أن جاء الفرج من عند الله، وحصلت على كلية من شاب سعودي توفي إثر حادث سير، وعلى الرغم من حزن أهله الشديد على وفاته إلا أنهم وافقوا دون تردد على التبرع بأعضائه لإنقاذ حياة أناس آخرين.
وتابع العبيدلي، أنه من حسن الحظ أن نتائج الفحوص جاءت إيجابية ومشجعة وأظهرت توافقاً بين المتبرع والمريضة، وهذا ما أدخل الأمل إلى قلب لطيفة، وبعد عملية استمرت ساعات عدة في مدينة الشيخ خليفة الطبية خرجت المريضة في حالة جيدة، وبدأت تتعافى وتظهر تحسناً ملحوظاً، وتتطلع حالياً إلى مواصلة حياتها بشكل طبيعي.
يذكر أن مدينة الشيخ خليفة الطبية أجرت 75 عملية زراعة كلى من متبرعين أحياء من أقارب المرضى، من بينهم سبعة أطفال أصغرهم طفلة تبلغ أربع سنوات، وأكبر مريض أجريت له عملية زراعة كلى في المدينة الطبية كان يبلغ من العمر 64 عاماً.
من جانبه، قال رئيس مجلس الإدارة في شركة أبوظبي للخدمات الصحية، (صحة)، سيف بدر القبيسي، إن برنامج زراعة الأعضاء يأتي تماشياً مع رؤية الحكومة في تقديم خدمات طبية بمستويات عالمية، فقد أولت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، اهتماماً بالمرضى الذين يحتاجون إلى زراعة كلى عندما أكدت ضرورة تنسيق الجهود بين الجهات المعنية لتيسير زراعة الأعضاء، وكذلك رعايتها لمؤتمر الشرق الأوسط لزراعة الأعضاء الذي عقد أخيراً في العاصمة أبوظبي.
ونوه القبيسي بجهود الجراحين والفريق الطبي في كل من مدينة الشيخ خليفة الطبية وكلايفلاند كلينيك أبوظبي، وجميع الأطراف المشاركة في إنجاح هذه العملية، مثمناً جهود فريق العمل في مجلس الخدمات الصحية بالسعودية والمركز السعودي لزراعة الأعضاء للتبرع بالكلية، لافتاً إلى أن التوسع المستمر والنجاح المتواصل لبرنامج زراعة الكلى خطوة أخرى نحو نظام رعاية صحي يضاهي أفضل الأنظمة في العالم، وبوجود هذا البرنامج فإنه يصبح بالإمكان علاج المرضى الذين يحتاجون إلى زراعة للكلى داخل الدولة بدلاً من تكبدهم عناء السفر إلى الخارج، ما يقلل معاناتهم من خلال منحهم فرصة البقاء في الدولة مع عائلاتهم والحصول على الدعم الاجتماعي الذي يحتاجون إليه بشكل كبير، لقربهم من عائلاتهم ولتسهيل زيارات المراجعة ومتابعة حالاتهم الطبية عن قرب.
المصدر: الإمارات اليوم