كاتب - مستشار إعلامي
طلبت مني ابنتي أن أحضر لها كمامات من الصيدلية. رغم يقيني أن الأمر لا يحتاج، إلا أنني فعلت. قال لي الصيدلي الذي كان يبرر الزيادة المفاجئة في أسعار الكمامات والمطهرات بمختلف أنواعها: زاد الطلب فارتفع السعر.
دخلت أحد المستشفيات الخاصة، وشاهدت عددا محدودا من المراجعين يضع كمامة.
أجزم أننا لسنا بحاجة إلى هذه الكمامات، قدر حاجتنا إلى مزيد من التوعية حول “كورونا”.
من المؤكد أن الكل يتلقى أخبار إصابات “كورونا”، لكن تبقى التوعية أقل كما ونوعا. ومن الضروري أن تكون هناك كفاءة في إيصال المعلومة، حول ما هية هذا الفيروس.
إن تضخيم المخاوف من “كورونا” ناتج عن الجهل بها وعدم معرفة كيفية مواجهتها. وفي فترة سابقة مارست وزارة الصحة بطئا في التفاعل مع الأمر، والتقليل من مخاطره ـــ وهي محقة ربما ــــ لكنها لم تتمكن من كبح جماح الشائعات بإدارة الأزمة من خلال معلومات واضحة وعبر وسائل مختلفة، بما في ذلك المساجد. فلم يحدث مثلا أن شارك منبر المسجد في تقديم معلومات عن “كورونا” وكيفية التعامل معها.
لم يقل إمام مسجد مثلا للمصلين إن الله سبحانه وتعالى قد رفع الحرج عن المزكوم وبالتالي ليس مجبرا على الحضور لصلاة الجماعة.
الأمر نفسه يتعلق ببيئات العمل، إذ يندر أن تجد من يقتنع أن الإنفلونزا عندما تصل إلى مستوى معين مبرر يستحق الراحة في المنزل وأخذ إجازة مرضية.
تهاون الناس في مسائل الوقاية والعلاج، يجعل المرض البسيط يتحول إلى كابوس. وزارة الصحة لها دور، ولكن الوزارات الأخرى ينبغي ألا تقف متفرجة. لقد أشرت إلى منبر المسجد، وفي المقابل لا يمكن تجاهل التلفزيون والإذاعة، خاصة إذاعات الـ FM.
ليس المطلوب برامج مطولة، بل رسائل قصيرة تسهم في نشر الوعي والمعرفة. هذا الوعي من شأنه أن يشيع الطمأنينة.
المصدر: الاقتصادية