كاتب و ناشر من دولة الإمارات
يقول الكاتب جاكسون براون: “لا تحرم الآخرين من الأمل فقد يكون هذا كل ما يملكونه”.
من بين ثمانية أطفال توفي أربعة من إخوته في مرحلة الطفولة، وفي سن المراهقة فقد أمه وأصبح العائل المسؤول عن إخوته، هده المرض طوال حياته وبعدها أصابه الصم تدريجيا ولاحقا أصبح لا يسمع ما يعزف! و لم يكن حتى يسمع تصفيق الجمهور و تشجيعهم له!
قال مرة :يا ألمي عندما يعزف صوت ناي لا أستطيع سماعه أو غناء راع وأنا لا أسمع شيئا، كل هذا كان يدفعني لليأس و لولا الأمل والموسيقى لفقدت حياتي.
عندما توفي بيتهوفن في نهاية العقد الخامس من عمره كان جسده مثقلا بالأمراض وكتبوا على شاهد قبره بيتهوفن و تاريخ ميلاده ووفاته فقط، أسماء العظماء شاهد على إنجازاتهم.
للأمل بريق لا ينطفئ أبدا ، كلما ازددت تفاؤلا و إيجابا كلما وهج البريق
قد يكون “الأمل” أحد أعمق المشاعر العاطفية التي تؤثر في الإنسان وتحدد مسيرته في كثير من الأمور الصعبة والقرارات المهمة. فقليل من الأمل يكفي لكثير من أمور الحياة وجرعاته كفيلة بالشفاء والقدرة على الوقوف ثانية بعد آلام السقوط، هناك من يتكئ على الأمل ويمضي وهناك من يركن لليأس ويسقط. في طريق الحياة الطويل تحتاج للكثير من التفاؤل و الإيجابية وقدر كاف من زاد الأمل.
كم هي مخيفه ورائعة صحوة الأمل فينا!
عندما ينفث اليأس ناره وتضيق بك السبل تصبح كل الطرقات متشابهة، لا تعرف أي طريق تريد!. تتثاقل خطاك عن المسير، وتشعر أن كل ما تعرفه لا يساعدك على المضي قدما، إحساسك بالوحدة حينها نتيجة لسيطرة اليأس عليك، يريد بحباله أن يأخذك بين أمواجه، إلى الضفة الأخرى من القنوط، وأنت في خضم ذلك الصراع أنظر جيدا حولك، لست وحدك، ستجد سفن الأمل تتبعك، أرفع يديك و ستصل إلى شاطئ النجاة.
هل يغلق باب الأمل؟
لا يوجد مكان ليس فيه ثغرات تتسلل إليها الأشياء، حتى الكهوف المغلقة يوجد بها ثغرة يهرب إليها النور. إنه الأمل يعرف كيف يصل إلينا حتى عندما نغادره لا يغادرنا، اليأس صديق خائن يعرف نقاط ضعفك ومتى يطعنك والأمل صديق مخلص يعرف متى ينقذك. باب الأمل مفتوح لا يغلق، حتى عندما يغلقه اليأس تفتح لك أبواب أخرى.
الأمل مخزون لا ينضب
هناك أشخاص تقابلهم، كلماتهم أنغام أمل، نظراتهم تبعث فينا الأمل، ابتساماتهم تحيي فينا الأمل، وجودهم في حياتنا يعني الكثير، ربما لا يعلمون تأثيرهم علينا ولربما لن يعلموا أبدا، لكنهم مثل النسمات في شرفات حياتنا، نحتاجهم لتكملة حياتنا، كل ما عليهم عمله أن يكونوا معنا!.
نهاية اليأس..أمل ونهاية الأمل..أمل
يقال أن قبل موته بلحظات رفع بيتهوفن يده اليمنى وبقبضته وجه لكمته لشي ماء! وأسلم روحه بعدها، إلى الآن لم يعرف سبب تلك اللكمة و لمن ؟
وأقول: إنه بقبضته ضرب اليأس حتى و هو على فراش الموت!
المصدر: جريدة الاتحاد