اعتبرت منظمة الصحة العالمية شبه الجزيرة العربية والمناطق المحيطة بها، بخاصة في السعودية وقطر، من المناطق الأعلى إصابة بفيروس كورونا، استناداً إلى الإحصائيات المسجلة رسمياً في المملكة وبخاصة في المنطقة الشرقية؛ حيث شكلت الحالات المكتشفة في السعودية وحدها 84% من إجمالي حالات الإصابة و82.5% من حالات الوفاة على مستوى العالم. ولم تقدم وزارة الصحة حتى الآن تفسيراً علمياً عن سبب ذلك، وإن كانت خصصت موقعاً على الإنترنت للتوعية بالمرض وأعراضه وسبل تجنب تفشيه وانتشاره. وكثفت «الصحة» من جهود التوعية بفيروس «كورونا الجديد» MERS-COV، من خلال حملة أطلقت مؤخراً مرحلتها الثانية، واشتملت على استخدام الأفلام التوعوية وتقارير إخبارية مصورة وإنفوجرافيك، وإعلانات في الصحف والتليفزيون، واستخدام الرسائل النصية وغيرها.
3 حالات وفاة في 10 أيام
ومؤخراً أعلنت عن حالات إصابة جديدة ووفيات بين من أصيبوا بهذا الفيروس، منها 3 وفيات في الجبيل خلال عشرة أيام. ولوحظ من الحالات المذكورة أن ثمة خصائص قد تكون مشتركة بينهم، فأغلب الإصابات والوفيات تتراوح بين من هم في العقدين السادس والسابع، مع حالات قليلة في العقدين الخامس والتاسع. كما لوحظ لدى المصابين أو المتوفين بالفيروس، وجود أمراض مزمنة لديهم. وبينما تتوفى الحالة مؤكدة الإصابة، فإن المخالطين يبدون تحسناً في تقبلهم للعلاج حال إيداعهم في العناية المركزة.
63 حالة وفاة عالمياً
وسجلت منظمة الصحة العالمية منذ سبتمبر 2012 وحتى نهاية شهر أكتوبر المنصرم، 149 حالة مؤكدة الإصابة بعدوى فيروس كورونا على مستوى العالم، منها 63 حالة وفاة. وتبيّن من المرضى الذين شُخِّصت حالتهم وأبلِغ عنها حتى اليوم أنهم مُصابون بمرض تنفسي يعانون منه بوصفه اعتلالاً رئيساً. وأُفِيد على نحو شائع بحالات إصابة بالإسهال بين المرضى، واشتملت المضاعفات الخطيرة على الإصابة بالفشل الكلوي ومتلازمة ضيق التنفس الحادة المقترنة بحدوث صدمة. ومن الممكن أن تظهر علامات وأعراض غير نمطية على المرضى المصابين أصلاً بنقص المناعة الوخيم.
فحص إجباري!
المنظمة، التي دعت إلى عقد لجنة طوارئ دولية لإسداء المشورة إلى المدير العام بشأن حالة الوضع الراهن، أكدت أن المؤشرات الحالية عن المرض لا تستدعي القلق أو اتخاذ ترتيبات طوارئ عاجلة على مستوى العالم. لكنها، في الوقت نفسه، شجعت جميع الدول الأعضاء، على الاستمرار في رصد العدوى التنفسية الحادة الوخيمة وعلى الاستعراض الدقيق لأية أنماط غير مألوفة. كما أوعزت، في تقرير بثته أمس الأول على موقعها الإلكتروني، بإخضاع المسافرين العائدين مؤخراً من منطقة الشرق الأوسط من المصابين بعدوى المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، للفحص بغية التأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. وشددت على مرافق الرعاية الصحية بتنفيذ أنشطة للوقاية من العدوى ومكافحتها بصورة ممنهجة، واتخاذ ما يلزم من تدابير لتقليل خطر انتقال الفيروس إلى سائر المرضى الراقدين في مرافق الرعاية الصحية والعاملين الصحيين فيها وزوارها.
وأبقت المنظمة على تنبيهها السابق، للدول الأعضاء كافة، بسرعة تقييم أي حالة إصابة جديدة وإبلاغ المنظمة بها على الفور، مع تقديم معلومات عن حالات التعرض المحتملة التي قد تكون أسفرت عن الإصابة بالعدوى وبيان مسارها السريري، والتحقيق الفوري في سبب التعرض للعدوى. لكنها لم توص حالياً بفرض أية قيود على أنشطة السفر أو التجارة.
مواطنون: نشعر بالقلق
في غضون ذلك، أبدى عدد من المواطنين قلقهم من تزايد عدد الإصابات والوفيات بخاصة في المنطقة الشرقية، دون وجود علاج حاسم للمرض حتى الآن، ودون معرفة أسباب انتشار هذا المرض، وهل له علاقة بالمعتمرين أو الحجاج؟ ما يعكس عدم فعالية الحملة التوعوية لوزارة الصحة.
يقول خالد العتيبي إن ما تم تداوله خلال الأيام الماضية حول انتشار الفيروس، أمر مقلق خصوصاً مع ما اعتبره تكتماً كبيراً من وزارة الصحة وتأخراً في الإعلان عن الإصابات والوفيات. وأضاف أن التوعية لاتزال ضعيفة جداً مقارنة بخطورة المرض وسرعة انتشاره.
ويلفت أحمد العيسى إلى أن هناك عديداً من الرسائل التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن انتشارالفيروس في الجبيل وفي مستشفياتها، منها ما يحمل معلومات ربما غير صحيحة، ما أثار حالة من القلق بين المواطنين وعائلاتهم في الجبيل، فيما لجأ البعض إلى تضخيم ذلك والتهويل من الأمر إلى درجة تخويف الناس، الأمر الذي يثير القلق في قلوب المواطنين. وناشد «الصحة» بتزويد المستشفيات والمراكز الصحية باللوحات الإرشادية التي توضح طبيعة الفيروس وكيفية التعامل معه ومواجهته، والتواصل مع الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتويتر، ونشر بيانات واضحة عن عدد الإصابات والوفيات ومواجهة الأمر بعزم.
توعية ضعيفة
ويرى نجيب أحمد أن جهود وزارة الصحة التثقيفية بهذا المرض مازالت ضعيفة مقارنة بانتشاره. وقال إن الوزارة اكتفت بالإعلانات والبيانات عبر موقعها الإلكتروني، مشيراً إلى أن هذا التوجه حد من تثقيف عامة الناس. وناشد الوزارة بضرورة تكثيف التوعية المباشرة بالنزول إلى الناس في المواقع العامة، وتثقيفهم بكيفية انتقال الفيروس وطرق مواجهته، منتقداً ضعف تحرك المدارس في التوعية وأخذ الاحتياطات اللازمة.
وذكر عادل البعيجان، استشاري نفسي، أن الناس من الناحية النفسية تتقبل الشائعات، تلقائياً، باتجاهين رئيسين، الأول يتعلق بالجانب المادي، والآخر يتعلق بالجانب الصحي. ورأى أن الوعي لدى الناس بالتأثير المادي للمرض ضعيف، لكن لديهم استعداد لتقبل التوعية الصحية لاهتمامهم بما ينقذهم من هذا الخطر، ومن ثم تجدهم حريصين ويترقبون أي معلومات (أو شائعات) جديدة عن المرض، وتترسب لديهم في اللاوعي.
ويؤكد محمد الشمري أهمية تثقيف المواطنين بخطورة هذا الفيروس وكيفية مواجهته، مبيناً أهمية تسخير «الصحة» لقنواتها الإعلامية لتعزيز هذا الجانب. واقترح توعية مرتادي الأسواق وموظفي الدوائر الحكومية والمدارس وحثهم على التقيد بوسائل الوقاية من هذا الفيروس.
المدارس تدخل على الخط!
لكن عيسى الحربي، مدير مكتب الإشراف التربوي في الجبيل، يؤكد أنه تم توجيه الوحدة المدرسية في الجبيل بتوزيع النشرات الإرشادية والتوعية حول فيروس كورونا بين الطلاب والطالبات وتوعيتهم بطرق الوقاية من الفيروس. وأضاف أن هناك إجراءات عديدة تتم بالتنسيق مع وزارة الصحة في مثل هذه الظروف المستجدة، مشدداً على أن المدارس ستقوم بواجبها تجاه مكافحة هذا الفيروس مع وزارة الصحة باعتبارها الجهة المختصة. وفي السياق ذاته، يحبذ عبدالعزيز الزهراني اهتمام المراكز الصحية بمباشرة التوعية بهذا المرض داخل الأحياء السكنية؛ لأنها الأقرب للمريض. وقال إن الأمر يجب ألا يقتصر على المستشفيات، فالمراكز الصحية لابد أن تكون مستعدة لاستقبال الحالات خاصة مع انتشار هذا الفيروس بمعدلات متزايدة.
إنجاز سعودي
وأعلنت وزارة الصحة مؤخراً أنها تمكنت من دراسة تكتل حالات عدوى المنشآت الصحية المكتسبة لمتلازمة الجهاز التنفسي التاجية الشرق أوسطية «كورونا» MERS-COV ووضع تسلسل الترتيب الجيني للفيروس بشكل متكامل، وذلك خلال فترة قياسية من حالات التفشي الذي حدث في محافظة الأحساء؛ حيث قام نخبة من الباحثين في المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة بدراسة عاجلة للخصائص الوراثية الناجمة عن تفشي متلازمة الجهاز التنفسي التاجية الشرق أوسطية «كورونا». بالتعاون مع علماء من جامعة كوليدج في لندن، ومعهد ويلكوم ترست سانجر، في خطوة إيجابية لمتابعة تطور وتحور الفيروس مع مرور الوقت، وإيجاد آلية سريعة لتشخيص المرض. وأثنت بعثة منظمة الصحة العالمية التي زارت المملكة مؤخراً على خبرات المملكة وتجاربها في التعامل مع الفيروس ومعرفة خصائصه من خلال إلقاء مزيد من الضوء على الأشكال الوبائية للفيروس. ويمكن التعرف على مزيد من المعلومات بشأن الفيروس من خلال موقع الوزارة www.moh.gov.sa/CoronaNew
الحالات المحتملة والمؤكدة:
- أي شخص مصاب بالتهاب رئوي دون توفر إمكانية تؤكد حالته مختبرياً.
- أي شخص يُزود المريض بالرعاية الصحية أو من أفراد الأسرة.
- أي شخص يمكث في المكان نفسه كأن يعيش فيه أو يزوره.
- أي شخص تُؤكَّد مختبرياً إصابته بعدوى مستجدة بفيروس كورونا.
إدارة حالة المريض ومخالطيه:
- التدقيق في رصد أي شخص يخالط المصاب بعدوى الفيروس.
- إخضاع المشتبه في إصابته للمتاح روتينياً من الفحوص المختبرية.
- لا داعي لانتظار ظهور جميع نتائج الفحص قبل إجراء فحص كورونا.
- إرسال العينات السريرية اللازمة إلى المختبر لفحصها.
- وضع ما يلزم من تدابير لمكافحة العدوى خلال فحص المريض.
المصدر: صحيفة الشرق