كاتب اماراتي
سأستهلها ب “إماراتي وقلبي كويتي”، واستطيع القول “خليجيون وقلوبنا كويتية”.
بدأوها في المملكة العربية السعودية بتفجير دور العبادة ولم يكتفوا بذلك فقط، بل امتدت أفكارهم السقيمة إلى دولة الكويت، لم يكونوا يعلموا بأن بفعلتهم الشنيعة هذه سيوحدوّن الصفوف، لن أقول سنة وشيعة، بل وحدوا الخليج، لم يبالي أحد بمذهب الميت، بل هب الجميع للمساعدة دونما طلب.
في شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والغفران، في يوم الجمعة، اليوم الذي أطلق عليه بأنه عيد المسلمين، في صلاة الجمعة، تفجير إرهابي أودى بالكثير من النفوس، لينكرها الجميع، لينكرها الكويتيون، ليتوحدوا، ليقولوا بصوت واحد “لا للطائفية في الكويت أو في الخليج”، ليصرخ الجميع بأن الإرهاب لا دين له.
ليندد الجميع بهذه الجريمة الوحشية، بل فاعلوها وحوش، تجردوا من الإنسانية، تجردوا من المشاعر والأحاسيس، تجردوا من الإسلام، رفعوا رايات لا تمت بالإسلام والمسلمين بأية صلة.
أي عاقل، أي إنسان يحمل في قلبه ذرة من الإسلام، سيفعل هذا العمل الإرهابي، إنها أفعال الخوارج، إن الإسلام بريء منهم ومن أفكارهم وأفعالهم وكل شيء يفعلونه.
ماذنب من أراد الذهاب للصلاة، ليؤدي واجبه تجاه ربه.
يعلمون بأن الكويت لا تقبل الطائفية وأن قلوبهم واحدة إلا أنهم يريدون أن ينشروا الفتنة في بلاد المسلمين، قبّحهم الله، قاتلهم الله أعداء الإسلام والمسلمين، أعداء الله والرسول.
في الكويت يعيش السني بجوار الشيعي، يصادقه، يهتم بأمره وببيته في غياب أحدهم، صف واحد، بالعمل الإرهابي هذا تم توحيدهم أكثر من السابق، هب السنة قبل الشيعة للمساعدة، لمد يد العون، للوقوف في وجه الإرهاب، لصدهم.
بعد العمل الإرهابي هذا فهم الجميع ماذا يريدون أصحاب الفكر المريض بأبناء الكويت والخليج، ولكن لن يستطيعوا أن يصلوا لهدفهم مهما فعلوا، بل سيزيدونا قوة وعزيمة وتلاحم.
يعلم الشيعي تماما بأنه ليس فعل سني، بل فعل شخص مجرم قتل إنسان، لن يردد الكويتيون بأن سني قتل شيعيا أو شيعي قتل سني بل سيرددون بأن مجرم قتل إنسانا.
ليعلموا أصحاب هذا الفكر الغير السوي أن السني سيتصل بالشيعي للإطمئنان عليه وعلى أهله، بل سيذهب الجميع للتبرع، لتختلط الدماء ببعضها البعض، ليقفوا السنة والشيعة ضد الإرهاب.
تابعت تغريدات الكويتين، لم يقل أحدهم بأن هذا شيعي ولن أقف لأساعده، بل قال بأنه كويتي ويستحق المساعدة.
يظنون بأفعالهم هذه بأننا سنوجه أصابع الإتهام لبعضنا البعض ولا يعلمون بأننا نعرف ألعابيهم القذرة ولن يتمكنوا أن يزعزعوا أمن الخليج.
اختمها بقول الوالد الشيخ زايد رحمه الله وغفر له.
” الكويت هي إحدى الدول التي تشكل الأسرة الخليجية في إطار مجلس التعاون، فإذا وقعت أي واقعة على الكويت، فنحن أعضاء المجلس الخليجي للتعاون ككل، لا نجد من الوقوف معها بداً، مهما حدث، فهذا الشيء نعتبره فرضا علينا يمليه واقعنا، وتقاربنا، واخوتنا، نحن جسم واحد مايصيب أعضاءه من ضرر يصيب الآخر، وكما يواجه الإنسان الخطر عندما يقترب منه، ويداهمه فإن عليه أن يواجه بمثله”.
الكويت باقية في قلوبنا، سنّة، شيعة، حضر، بدو، مهما كانت الألقاب يظلّون كويتيون ولن نفرق بين أحد منهم وسنقف جميعا من المحيط إلى الخليج معهم، لن نتركهم أبدا وسنكون لهم الدرع الحامي والواقي، سنظل ندافع عنهم كما ندافع عن دولتنا.
ربي احفظ الكويت من كل شر وعليك بمن أراد بها سوءاً.
دمتم بود..
خاص لـ “الهتلان بوست”