قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الأربعاء، إن مستقبل حل الدولتين للصراع «الإسرائيلي» – الفلسطيني في خطر، وحذر من أن المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة تهدد أمل الفلسطينيين بإقامة دولتهم ومستقبل «إسرائيل» في آن واحد، وعرض معايير لمحادثات السلام المقبلة، مؤكداً إنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تظل صامتة.
وفي كلمة له قبل أسابيع قليلة من تسليم إدارة الرئيس باراك أوباما السلطة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، دافع كيري عن قرار الولايات المتحدة السماح بصدور قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف بناء المستوطنات «الإسرائيلية»، قائلاً: إن الهدف من ذلك كان الحفاظ على إمكانية تنفيذ حل الدولتين. وأضاف في تصريحاته بوزارة الخارجية: «برغم جهودنا المخلصة على مدى سنوات بات حل الدولتين الآن في خطر شديد». وتابع: «لا يجوز لنا.. بضمير سليم.. ألا نفعل شيئا، وألا نقول شيئاً.. بينما نرى أمل السلام يتبدد»، وأضاف أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تكون وفية لقيمها «إذا سمحنا بتدمير حل الدولتين القابل للحياة أمام أعيننا».
وشدد على أن «إسرائيل» وفلسطين في المستقبل يجب أن يعيشا كدولتين على أساس الأراضي التي كانت قائمة قبل حرب عام 1967. وأضاف أن بالإمكان أجراء «مقايضة متعادلة» للأراضي من أجل تعديل الحدود، ولكن فقط عن طريق التراضي. وأشار إلى أن القدس يجب أن تكون عاصمة للدولتين الفلسطينية و«الإسرائيلية»، ودعا إلى الاعتراف ب«إسرائيل» «دولة يهودية».
وتابع كيري قائلاً: «الحقيقة أن التوجهات على أرض الواقع من عنف وإرهاب وتحريض وتوسيع للمستوطنات واحتلال لا تبدو لها نهاية، كلها أمور تدمر آمال السلام عند الطرفين وترسخ بشكل متزايد واقع دولة واحدة لا يمكن تغييره ولا يريده أغلب الناس».
وقال في خطابه الشامل الذي عرض فيه رؤيته لحل النزاع: «لا أحد يفكر جدياً في السلام يمكنه أن يتجاهل التهديد الذي تشكله المستوطنات على السلام». وأضاف «لكن المشكلة أبعد من المستوطنات بحد ذاتها. وتشير التوجهات إلى جهود واسعة لاستيلاء «إسرائيل» على أراض في الضفة الغربية ومنع التنمية الفلسطينية هناك». وأكد كيري أن «أجندة المستوطنين بصدد تحديد المستقبل في «إسرائيل». وهدف هؤلاء واضح. فهم يؤمنون بدولة واحدة: إسرائيل الكبرى» وليس بحل الدولتين.
وأشار كيري، إلى ما وصفها بحقيقة أساسية: إذا كان الخيار هو دولة واحدة، عندئذ فإن «إسرائيل» يمكن أن تكون دولة ذات أغلبية يهودية أو ديمقراطية، مضيفاً: «إنها لا يمكن أن تجمع بين الأمرين».
وأكد كيري أن تحديد السياسات بشأن المستوطنات والقدس وحل الدولتين يعود إلى إدارة ترامب المقبلة.
ومن المستبعد أن تغير كلمة الوداع لكيري من شيء على الأرض بين «إسرائيل» والفلسطينيين أو تعالج فشل إدارة أوباما في جهود السلام بالشرق الأوسط.. واعتبر البعض الإجراء الأمريكي طلقة وداع من أوباما الذي كانت علاقته برئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو مشوبة بالتوتر. (وكالات)
المصدر: الخليج