عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«كيفنا!»

آراء

لم أكن قط تاجراً، ويبدو أنني لن أكون، وأعتقد أن سلالتي الطاهرة ليس فيها من امتهن أو بالأدق ليس فيها من (فلح) في التجارة، فحين قمت بتوزيع «الورث» وإعطاء كل من أخوتي عدداً من الغنم يعد على الأصابع و«يونيتي» عيش، فهمت قصد والدي، رحمه الله، حين كان يؤكد دائماً أننا عائلة علمٍ وأدب!

جربت التعمق في التجارة مرتين، في الأولى قمت مع شريك لي (المركزي، عنبر ‬3، لمن يرغب في زيارته حالياً)، قمنا بشراء كميات كبيرة من التمور قبل موسم رمضان أيام كان رمضان يأتي شتوياً وخفيفاً، ثم قمنا بإرسالها إلى «البصرة» مع السفينة التي كانت تسمى «جبل علي» وتبحر من ميناء راشد في تلك الأيام.. لا أعلم لماذا كسدت بضاعتنا في ميناء البصرة! هل تعرف أنت؟!

في المرة الثانية وبعد ولوجي عالم الإعلام، قمنا بتأجير أرض على شارع السلام في أبوظبي، وبناء لوحة إعلانية ضخمة بمقاس ‬70 متراً، وبعد يومين صدر قرار إغلاق شارع السلام وبقي مغلقاً مدة عامين، ولكن الحمد لله أن علاقتي بشريكي عميقة ومثالية تماماً مثل علاقة فيدل كاسترو بالثائر «تشي جيفارا»، وفي النهاية نفسها أحدهما يعتقل (المركزي، عنبر ‬3، لمن يرغب في زيارته حالياً)، والثاني تتصدر صورته الصحف وهو مبتسم! الصداقة كنز لا يفنى!

اليوم أفكر جدياً في أن أدفع قيمة الكفالة وأخرج شريكي، لأن هناك فكرة تجارية تستحوذ علي تماماً، واحسبها أنت معي إن شئت، أو أحببت أن تشاركني!

نشتري قطعة أرض في المنطقة الصناعية السابعة عشر في الشارقة، شرط أن تكون في أقصى الجنوب، الفوت أو القدم بـ(‬110) دراهم، سنبحث عن أصغر قطعة ربما ‬5000 فيت لو كانت موجودة.. بفلوسنا كيفنا!

ثم نشتري قطعة أرض أخرى سكنية في منطقة عود المطينة في دبي بنحو ‬400 ألف درهم، أو نحصل على تصريح عزبة.. بفلوسنا كيفنا! شرط أن تكون في أقصى الشمال.

ثم.. نفتح الأرضين على بعض! ونقوم بعمل شارع داخلي بينهما بكلفة ‬30 ألف درهم.. أو ربما (كتش).. ويمكن لمن يزور أرضنا الصناعية الانتقال لأرضنا السكنية مقابل ‬10 دراهم يومياً والدفع بعد نزول المعاش.. وألف واحد من الربع إلي يداومون في سويحان يكفوننا!

ولا زحمة ولا هم يحزنون! ‬10*‬1000*‬2*‬360 وهكذا نكون قد استعدنا رأس المال وضاعفناه أربع مرات في عام واحد!

الحسبة بسيطة وواضحة.. ما رأيكم هل أدفع الكفالة أم أتركه في (المركزي، عنبر ‬3)؟!

المصدر: الإمارات اليوم