كاتب وصحفي سعودي
كان حارس الأرجنتين، سيرخيو روميرو، يقرأ ورقة كتبتها له زوجته خلال ركلات الترجيح أمام هولندا في دور الأربعة بنهائيات كأس العالم 2014. ويتفاءل روميرو بورقة زوجته، التي رافقته منذ أولمبياد بكين 2008، التي أحرز فيها مع ميسي ذهبية الأولمبياد. وكتبت له فيها: “ستصبح بطلا”. مرت سنوات عديدة على الورقة التي كتبتها زوجته. لكنه ما زال يحملها معه في أي مباراة يخوضها. يقرأها كلما شعر بصعوبة الموقف. يؤمن سيرخيو أن الورقة لن تجعله يفوز. لكن يدرك أنها تجعله يستجمع قواه عندما تخور في اللحظات العصيبة ويبتسم.
لا يختلف عنه كثيرا، النجم الهولندي ماركو فان باستن، أفضل لاعب في العالم عام 1992. لقد كان يضع في جاربه ورقة كتبها له والده يقول فيها: “لا يوجد أفضل منك يا بني. تملك قدما لا تضل طريق المرمى. قم وثابر حتى تحرز هدفا”. كان يقطف الورقة من جاربه كلما سقط بعد محاولة فاشلة. كلما نسي أنه لاعب حاسم وعظيم، ينهض بعدها كحصان أصيل يجيد الفوز مهما تعثر وسقط، كانت تمده هذه الورقة بطاقة مثيرة، كلما قرأها تذكر صورة والده وعائلته الذين يراهم في كل حرف في الورقة، يشعر بهم يهتفون أمامه حتى لو كانوا لا يتابعون المباراة. يعتبر فان باستن كلمات أبيه المحفز الأول، الذي يرويه ويسقيه ويمنعه من الذبول والانكسار.
أحتفظ شخصيا بدعوات تكتبها لي أمي، أضعها في محفظتي وأتصفحها كلما أحسست بحاجتي إليها ولا أستطيع الوصول إليها، بمجرد أن أقرأ هذه الدعوات التي كتبتها بمدادها أنتشي وأشعر أنني بجوارها تساندني وتدعو لي بسخاء لا مثيل له.
حروف بسيطة تستطيع أن تقلنا من مزاج إلى آخر، من شعور إلى آخر. هذه الحروف الصغيرة كفيلة بأن تجعل لحظاتنا أقل حدة وشراسة. تحيلها إلى لحظات مفعمة بالأمل.
جربوا أن تطلبوا من أحبتكم أن يكتبوا لكم ما يحلو لكم في ورقة، احملوا هذه الأوراق معكم أينما يممتم وجهكم. صافحوها كلما اشتقتم إلى أحبتكم، لن تغير واقعكم تماما لكنها ستجعلكم تتمتعون بشعور أجمل ولو لحظات. ستجعلكم تقتربون مما تحبون حتى لو طالت المسافات.
إن أكثر ما يحتاج إليه المرء في اللحظات الصعبة هو أن يكون بجانبه حبيبه أو صديقه، فإذا لم يكن بجانبه جسديا لأي سبب من الأسباب، فروحيا عبر أنفاسه التي تحولت إلى حروف.
المصدر: الاقتصادية