كاتب إماراتي
تطلق المستشارة الإماراتية هالة كاظم اسم «لالا لاند» على ذلك العالم المثالي، الذي يجعله بعض الآباء أمام أنظار أبنائهم في حديثهم لهم وشرحهم للحياة، بكلمات أخرى فـ«لالا لاند» هي المدينة الفاضلة (يوتوبيا)، لكن على حجم الصغار، كما هي الحال لـ«كدزانيا» بالنسبة للعالم الحقيـــــــــــقي.
جميعنا يحب إبقاء أبنائه في «لالا لاند» أكبر مدة ممكنة، لأن هذا الخيار هو ما سيصل بهم إلى حالة من التوازن العاطفي والعقلي، فلا يمكن أبداً مقارنة الطفل الذي ينشأ في بيئة الحروب أو في بيئة الخلافات العائلية بذلك الذي نشـــــــــــأ في بيئة مثالية يحيطها الحب وحسن الظن، نعم قد لا نختلف في أن المولودين في بيئات صعبة أو في بيئات غير مستقرة قد يكونون أكثر تجلداً أو أكثر احتمالاً للألم، لكنهم حتماً لن يكونوا الأكثر استقراراً من الناحية النفسية.
والآن ضع نفسك في مكان أي أب آخر لديه أطفال يعيشون في «لالا لاند»، يعرفون بأن الجميع من حولهم مؤدبون ويسمعون كلام بابا وماما، فلا غش ولا خداع ولا مراوغة ولا قلة أدب، وضمن برنامجك التربوي الأسبوعي، ومع القرار الخالد في تاريخ الكرة الإماراتية بتشفير الدوري، لأنه جنباً إلى جنب مع الكالتشيو يجب تشفيرها لأسباب لا تخفى عليك كمشجع قديم! قمتَ مضطراً بالذهاب إلى النادي للتشجيع على أرض الواقع، وأخذت معك صغارك السعداء بالزي الذي يحمل شعار نادي والدهم المفضل!
و… وداعاً «لالا لاند»، فجأة سيصطدم الصغار بالواقع المرير، وسيكون أول أسئلتهم لك: أبي ما معنى (….)؟ أبي لماذا يسلمون على اللاعب الذي أضاع الفرصة باستخدام أصابعهم؟ أبي هل أم الحكم مريضة؟! وما معنى (…)! خرج الصغار من «لالا لاند» هذه المرة وإلى الأبد!
لا أعلم ما الجهة الرسمية التي يجب عليها أن تتحرك لجعلنا نستمتع بمباريات كرة القدم مع أسرنا من دون حرج، فكم المسبات والتعليقات القذرة وقلة الأدب لدى الجماهير في الاستادات لا يمكن تحمله، ماسورة مسبات وانكسرت، كما يقولون، لساني أقذر منهم جميعاً، لكني بالطبع لا أستطيع استعراض ثروتي اللغوية أمام صغار العائلة، فالشرطة موجودة، والرابطة والاتحاد موجودان، لكن الألفاظ ليست ضمن اختصاصاتهم، فما الحل؟
مشكلة معظم الآباء أن الأندية نوعان، أندية رياضية، وأندية لأغراض التربية والتدريب والذي منه! فإذا سجلت ابنــــــــــــــــــك في النوع الأول سيتغير ويتحول إلى «قليل أدب»، وسيعرف كل أنواع السفالات الموجودة في المجتمع، وإذا سجلته في النوع الثاني فسيتطور الأمر من دورة إلى دورتين إلى دورة خاصة إلى لقاء في شقة أحدهم، لترى اسمه في الجرائد بعد فترة..!
أم الحكم بخير يا ابني، لكنها أضاعت الطريق إلى «لالا لاند» منذ مدة طويلة!
المصدر: الإمارات اليوم