ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
وهو في الـ15 من عمره تقريباً، رأى «لاليه» أحدَ كبار قريته ينتزع طفلاً من حضن أمه وهي تبكي، فسأل أمه عن السبب؟ قالت: إنّ القبيلة تقتل أي طفل يُنْعَتُ بـ«مينغي» ولقبُ «مينغي» معناه «ملاعين»!
لا يعرف لاليه لابوكو الكثير عن نفسه، ولا عن مولده؛ لأن قبيلته التي تسكن وادي أومو في إثيوبيا لا تحتفظ بأية سجلات مكتوبة، لكنه يُخَمّن أنه ولد بداية الثمانينات من القرن الماضي.
تلك الحادثة التي عاشها ـ في سن مبكرة من عمره ـ أيقظت في نفسه سلسة من التساؤلات حول هذه المعتقدات الدموية، فكل من تنمو أسنانه العلوية قبل السفلية هو طفل ملعون! وكل من يولد لأبوين من دون «موافقة إنجاب» من كبار القبيلة فهو ملعون! وكل من يولد خارج إطار الزواج فهو ملعون! أي: «مينغي» يجب قتله!
في عام 2008 توقفتْ كل هذه التساؤلات وبدأ تحقيق الحلم، يقول لاليه: قابلتُ وجهاء القرية، وقلت لهم: أنتم تظنون أن هؤلاء الأطفال الـ «مينغي» ملعونون ويسببون المجاعة والأوبئة، فهلا أعطيتموني أحدهم، لعل لعنته تحل بي! وافق بعضهم ورفض الآخر، ومن هنا كانت انطلاقة منظمة «لابوكو لأطفال أومو».
أنقذ لابوكو حتى الآن 37 طفلاً تراوح أعمارهم بين عام و11 عاماً، وهم يعيشون في بيت شيده بمساعدة من مصور فوتوغرافي وصانع أفلام من كاليفورنيا يُدعى جون روو. ومن ثمار هذا الجهد أن قبيلةً كاملة في موطنه تُدعى «كارا» توقفتْ عن ممارسة هذه العادة تماماً.
يقول لاليه لابوكو: أحب هؤلاء الأطفال الصغار حباً جمّاً، وأقول لهم: أنتم هنا لتدرسوا، لكنْ عندما يكبرون سأبَيّن لهم أنها مُجَرّدُ عادة دأب عليها أجدادهم منذ زمن وليست غلطة أبويهم.
طبتَ وطابَ ممشاك يا لاليه.
المصدر: الإمارات اليوم