يدون ويغرد في مجالات الآداب والسياسة والاجتماع. صدر له رواية بعنوان ( سور جدة ) وكتاب ساخر ( كنتُ مثقفاً ).
تأمل خريطة قارة آسيا وسترى روسيا الضخمة متربعة على شمال القارة وفي الأسفل الدول المزدحمة من اليابان عبر الهند وحتى الدول العربية وفي الوسط كتلة دول آسيا الوسطى، في مكان بين الصين وروسيا ترى قطعة خالية ولأنها في هذا المكان بالذات كانت محتلة من الصين حتى سقوط الإمبراطور الصيني عام 1911 حينها ارتبطت بروسيا حتى سقوط الاتحاد السوفيتي عام1991، حينها أصبح العالم يعرف رسمياً دولة اسمها منغوليا.
منغوليا بلد صحراوي لذلك عدد سكانه لا يتجاوز ثلاثة ملايين نسمة – عدد الأحصنة أكثر من عدد السكان. بمساعدة البنك الدولي تم ترويج منغوليا كبلد غني بالمعادن بدلاً من كونها بلدا للخيول، كانت النتيجة زيادة معدل السكان واعتبار منغوليا العام الماضي أحد الاقتصادات الناهضة في العالم ولتحقق المركز الثاني عالمياً من حيث النمو الاقتصادي،
ماذا عن السياسة؟ لم يخترعوا العجلة أيضاً، برلمان ينتخبه الشعب الذي كان حتى عشرين سنة مضت يهتم بتربية الماشية، البرلمان ينتخب حكومة ورئيساً للحكومة، ومن عجائب الصدف هذا الأسبوع تتم محاكمة الرئيس المنغولي السابق انخبايار كأي شخص مسؤول بتهم فساد والدنيا لم تتوقف.
في الحقيقة أن منغوليا ليست سوى نموذج، هم ودول شرق أوربا وأمريكا الجنوبية لم يخترعوا العجلة، من يريد أن يتقدم لا يحتاج أن يجهد نفسه في ابتكار عجلة جديدة .. الأمور واضحة.