استبعدت جامعة الدول العربية أمس إدراج أي بند خاص حول المصالحة العربية – العربية خلال القمة الـ25 المقرر أن تعقد في الكويت الثلاثاء والأربعاء المقبلين، وتوقعت مناقشة تنقية الأجواء لاسيما الأزمة بين مصر وقطر، وما تلا ذلك من سحب المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين سفراءها من الدوحة في جلسة خاصة مغلقة. وأكدت من جهة ثانية عدم حسم قرار مسألة تسليم مقعد سوريا إلى الائتلاف الوطني المعارض بسبب عدم إيفائه بشروط الحصول على هذا التمثيل.
ونفى الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في الجامعة السفير فاضل جواد إدراج بند خاص على جدول أعمال قمة «التضامن من اجل مستقبل أفضل» حول المصالحة العربية العربية، متوقعاً في تصريحات أمس أن يتم بحث الأمر بين القادة والرؤساء العرب في جلسة خاصة مغلقة، ولافتاً في هذا الصدد إلى أن الكويت تبذل جهوداً كبيرة في هذا الإطار. بينما قالت الأمين العام المساعد للجامعة رئيس قطاع الاتصال والإعلام السفيرة هيفاء أبو غزالة «إن حضور القادة العرب خلال القمة سيكون فرصة كبيرة جداً لتنقية الأجواء، وأن الجامعة واثقة من قدرة رئيس القمة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في إيصال عملية المصالحة إلى نتائج يأملها المواطن العربي.
وأكد جواد عدم وجود أي قرار بعد لتسليم مقعد سوريا إلى الائتلاف الوطني المعارض، وقال «حتى تاريخه لا يوجد قرار، حيث كان آخر قرار للمجلس الوزاري بأن تكون هناك محادثات بين الائتلاف والجامعة لإيجاد صيغة تطوير قرار مؤتمر قمة الدوحة 2013 بشأن تسليم المقعد، على أساس ما يقتضيه نظام الجامعة والقواعد الخاصة بهذا الأمر، لكن حتى الآن لم يحسم»، موضحا «أن ما يردده الائتلاف حول إكماله تشكيل مؤسساته وحقه بالحصول على المقعد هو من وجهة نظره، لكن من ناحية الجامعة العربية، هناك رؤية قانونية ولا تزال الشروط غير مستوفية لتسليمه مقعد تمثيل سوريا بالجامعة».
من جهته، قال الأمين العام للجامعة نبيل العربي في تصريحات قبيل توجهه أمس إلى الكويت «إن هناك اهتماماً كبيراً بالقمة التي تعقد لأول مرة في الكويت، لأن الموضوعات المطروحة هامة جداً، ومنها الأزمة السورية والقضية الفلسطينية التي تعد القضية المحورية للعرب، خاصة في ظل ما تقوم به إسرائيل من تحدٍ للقانون والاتفاقيات الدولية»، مشيراً إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيطرح على القمة نتائج لقائه بالرئيس الأميركي باراك أوباما، للحصول على الدعم والتأييد العربي لموقفه.
ولفت العربي إلى أن الترتيبات للقمة بدأت منذ شهور بين الكويت والأمانة العامة للجامعة سعياً لإنجاحها، لافتاً إلى وجود وفد من الأمانة العامة للجامعة برئاسة رئيس اللجنة المنظمة السفير عدنان الخضير لاستكمال الترتيبات النهائية، ومراجعة مشروع جدول الأعمال مع الجانب الكويتي. وأضاف «أن الجامعة ستعرض على القمة عدداً من المواضيع المتعلقة بتطوير الجامعة، آملاً أن يتم الموافقة عليها في اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة بعد غد الأحد قبل عرضها على القادة.
إلى ذلك، قام رئيس مجلس وزراء الكويت الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح أمس بجولة تفقدية لمرافق قاعة التحرير بقصر بيان التي تستضيف فعاليات القمة العربية في 25 و26 مارس، حيث اطلع على جاهزية المرافق المختلفة، مشدداً على ضرورة إنجاز كافة الاستعدادات اللازمة على أكمل وجه. كما قام النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح بجولة على مقر انعقاد الاجتماعات التحضيرية والوزارية لمجلس الجامعة على مستوى القمة، حيث اطلع على الاستعدادات والترتيبات التي تم إعدادها والإجراءات الاحترازية لتأمينها.
من ناحيته، أكد وزير الإعلام الكويتي وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح «أن بلاده كانت وما زالت تبذل جهوداً كبيرة لتوحيد الصف العربي وسد ثغراته حتى لا يستغلها أي حاقد أو عدو. وقال في كلمة لكتاب صادر عن «وكالة الأنباء الكويتية» بمناسبة انعقاد القمة تحت عنوان (الجامعة العربية .. قضايا وتحديات) «إن الكويت كانت وما زالت تبذل جهوداً عظيمة لتوحيد الصف العربي وسد ثغراته حتى لا يستغلها عدو أو يتحين لها حاقد لتنطلق بعدها الأمة إلى مرحلة جديدة وهي على العنفوان نفسه كما كان عهدنا بها في التاريخ».
وأضاف «إذا كانت قمة الكويت ستواجه الأسئلة الصعبة التي فرضتها الظروف فإننا على ثقة باقتدار قادتها على إدارة الدفة وفقاً لمصالح هذه الأمة ويسودنا إيمان لا ينقطع بأن التاريخ العربي قادر على انجاب القادة العظام حين يحدق بهذه الأمة الخطر وتتكاثر عليها النوائب»، وأضاف «أن هذه القمة تواجه العديد من القضايا الملحة مثل الأزمة السورية المستمرة منذ ثلاثة أعوام والقضية الفلسطينية بالإضافة إلى البيت العربي الذي لربما يحتاج إلى ترتيب أوضاعه وفقاً لآليات عمل جديدة تواكب المتغيرات التي طرأت عليه، وكذلك أمور سياسية أخرى ستكون على طاولة قادة الدول في قمة الكويت».
وأكد أهمية القضية الاقتصادية باعتبارها سلاحاً فاعلا في عالم يتخلى إلى حد كبير عن جبهة الحرب ليفتح جبهة الاقتصاد التي عظم تأثيرها حتى أصبحت معياراً لرفعة الأمم أو انحطاطها. معرباً عن ثقته بأن تؤسس قمة الكويت لمرحلة تاريخية حاسمة قادرة على اجتياز الصعاب ومواجهة التحديات.
مندوب قطر لدى الجامعة يغادر إلى الكويت وحيداً
القاهرة (الاتحاد، وكالات) – أرسلت الكويت طائرة خاصة إلى القاهرة، امس، لنقل المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية إلى أراضيها استعدادا لاجتماعهم التحضيري اليوم للقمة العربية المقرر أن تعقد الثلاثاء المقبل. لكن سفير قطر ومندوبها لدى الجامعة سيف بن مقدم البوعينين خرج عن مبدأ التضامن والإجماع، عبر المغادرة بطائرة خاصة قطرية أقلته والوفد المرافق بدلا من الطائرة الكويتية.
ونسبت صحيفة «اليوم السابع» إلى مصدر عربي قوله «إن إرسال قطر للطائرة الخاصة لوفدها يعد كسرا لمبدأ التضامن الذي ترفعه القمة العربية»، معتبرا أن قطر غير مستعدة الآن لتقديم تنازلات خلال القمة لرأب الصدع العربي، ولافتا إلى أن مصر أبلغت الكويت بشروط لإتمام المصالحة مع الدوحة أبرزها تسليم المطلوبين لديها من جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية والكف عن تمويل الجماعة ودعمها وإيقاف التحريض الإعلامي بقناة «الجزيرة». وكشف المصدر أن هناك عقبات كبيرة أمام إتمام المصالحة العربية مع قطر نظرا لتعنتها أمام المطالب العربية، الأمر الذي دعا الجامعة لعدم طرح هذا البند على جدول أعمال القمة، متوقعا في الوقت نفسه حضور أمير قطر الشيخ تميم بن خليفة القمة لتسليم الرئاسة إلى أمير الكويت.
الفيصل وبن علوي يبحثان عدداً من القضايا المشتركة
الرياض (وكالات) – التقى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس في الرياض الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله، حيث تم البحث في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك عربياً وخليجياً قبل أيام من انعقاد القمة العربية الـ25 في الكويت يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين. وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان «إن بن علوي غادر الرياض فور انتهاء اجتماعه مع الفيصل»، ولم تذكر أي تفاصيل أخرى. والتقى الفيصل أيضاً وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ فاليري أموس، حيث جرى بحث المسائل ذات الاهتمام المشترك.
المصدر: الكويت، القاهرة (الاتحاد، وكالات)