كاتب وصحفي سعودي
عندما تزرع بذور الفاكهة ولا تنمو جيدا. لا تلم البذور. ابحث عن الأسباب الحقيقية، التي لم تجعلها تنمو وترتفع عاليا. قد تحتاج إلى أسمدة، أو مياه، أو أشعة شمس أقل.
إذا كانت لديك مشكلات مع أصدقائك أو عائلتك فلا تلقِ باللوم عليهم. فربما كانوا جائعين لمشاعرك الدافئة أو عطشانين لكلماتك الرقيقة أو منزعجين من شمس انفعالاتك الحارة المسلطة عليهم.
يقول الشاعر الفيتنامي، ناتهانه، إن الآخرين لا يخذلوننا إلا إذا خذلناهم أولا، كالنباتات تماما.
علاقاتك مع من حولك كالأشجار. لن تكبر وتثمر إذا لم تسقها وتروِها وتعتنِ بها. لن تجد بذورك، التي تركتها خلف منزلك أشجارا مزدهرة إذا أهملتها ونسيتها. ربما تكبر قليلا ثم تذبل. أو تطول وتصبح كأعجاز نخل خاوية، لا تقيم الأود.
أحبَّتك يحتاجون إليك كما تحتاج إليهم. اغمرهم بهطول كلماتك، وسيل مشاعرك، وتدفق اتصالاتك. أسعدهم بابتسامتك وعطائك ورسائلك. أكرمهم باهتمامك؛ لتجد ما تنتظر وتترقب وأكثر.
كن بريقا تشعل أيامهم بالفرح عبر تشجيعك ووصلك، ولا تك حريقا يأتي على لحظاتهم إثر غيابك وتقصيرك.
أصدقاؤنا يبهتون وينطفئون ويخفقون لأننا لم نمدهم بتواصلنا. هم كالمهاجمين في كرة القدم لن يحرزوا أهدافنا دون أن نبعث لهم تمريرات تسعدهم وتسعدنا. هذه التمريرات هي مشاعرنا وكلماتنا وحرصنا.
تزهر وتتفتح الورود كلما نمت بجوار بعضها. وتهلك إذا نمت وحيدة ويتيمة. تستطيع أن تقاوم الميكروبات بكفاءة عالية إذا اتحدت، وتتهاوى أمامها إذا انفصلت وتشتتت. مشاعرك الإيجابية التي تسديها تمنحك مشاعر إيجابية من الآخرين. الأشياء عندما تتزاوج تنجب وتثمر وتتضاعف أكثر.
إذا أردت علاقات صحية فبادر ولا تنتظر من أحد ما لم تقدمه أنت. كن كالنهر ليصبح أصحابك كالشلال يبللونك باندفاع حبهم وعواطفهم الجياشة.
انصرف عن العتاب واللوم وتوجه إلى العطاء. فإذا لم تحصل شيئا منهم فستظفر بسعادة تغنيك وتثريك.
كلما كنتَ معطاءً، ازدهر من حولك ابتسامات وتألقا، وكلما كنت جافا تخشب كل محيطك وأصبح ناشفا قاسيا عقيما. أنت الماء الذي يروي الحقول في صدور أصدقائك وصدرك. فبيدك أن تصبح خضراء أو جرداء.
المصدر: الإقتصادية
http://www.aleqt.com/2014/07/17/article_868120.html