كاتب و ناشر من دولة الإمارات
(معاني السعادة الحقيقية تجدها أمامك.. لا تسافر بعيدا.. أنظر حولك)
يقول طاغور: لقد أنفقت ثروه طائلة في السفر إلى شواطئ بعيدة فرأيت جبالاً شاهقة ومحيطات لا يحدها حد ولكنى لم أجد متسعا من الوقت لأن أخطو بضع خطوات قليلة خارج منزلي لأنظر إلى قطرة واحدة من الندى على ورقة واحدة من أوراق العشب.
لن يدفع ثمن انشغالك غيرك
تأخذك الحياة بكل أوقاتها، ترهقك تفاصيلها وتتعبك محطاتها، وبين محطة وأخرى تضيع بين أزمانها وتكتشف متأخرا جداً أن كل هذا الوقت الضائع من عمرك لأسباب ضائعة، هذه الإكتشافات المتأخرة تقودك لتساؤلات مهمة ومقلقة عن طبيعة حياتك! هل كنت أطارد خيط دخان؟ كما يقول نزار قباني في رائعته قارئة الفنجان: وستعرف بعد رحيل العمر.. بأنك كنت تطارد خيط دخان.
في ذروة الحياة ننسى أنفسنا ويتناسانا زماننا ونبقى على رصيف الوقت ننتظر الوقت ليسمح لنا بالعبور للضفة الثانية من الوقت. حياتنا في الاساس أوقات تتناقص والسعيد منا من يستطيع أن يستفيد من وقته. نحن إذا شئنا أو أبينا محكومون بزمان يتحكم فينا ونستطيع بسهولة إذا فهمنا قواعد اللعبة أن نقلب المعادلة عليه إذا أستطعنا أن نتحكم بزماننا قبل أن يتحكم فينا.
من أسرار السعادة أن تستخدم حواسك الخمس لتعيش اللحظات
تسافر بعيدا، تبحث عن السعادة وهي مختبئة في ما حولك وترحل وحيدا في أثرها وهي معك، فقط أنظر حولك؟ من مشاكلنا أننا لا نلاحظ جمالية الاشياء من حولنا ولا ننتبه لتفاصيل مهمة في حياتنا. لهاثنا في طلب الرزق ينسينا أن نفتح نوافذ قلوبنا على مصراعيها ونستقبل بالأمل شمس صباحنا لنرى إشراقة النور في حياتنا. لا يزال بعضنا يسدل ستائر العمل في كل الأوقات ويمنع دخول النور ويدفع فاتورة الانشغال المرهقة من رصيد الوقت المحدود. عذرا ماذا ستفعل إذا انتهى رصيد وقتك ولم تجد سعادتك؟. ماذا ستفعل إذا فقدت من معك وأنت تبحث عن نفسك؟
أحيانا السعادة تجدها قبل أن تجدك
الاشياء البسيطة من حولنا التي دائما لا نعيرها اهتماما كثيرا قد تكون مصدرا لسعادتنا. هذه الأشياء أو الأماكن أو حتى الأشخاص الذين يضيعون منا ولفترة ننساهم عندما نضيع وننشغل في أوقاتنا يستحقون منا أكثر من وقفة وأكبر من لحظة لأنهم جزء من أحلامنا وحياتنا. وفي بحثك عن السعادة جيد أن تعرف أن طريق السعادة الجميل يمر بهم.
فكر بغيرك؟
في هذه الحياة لست وحدك هناك من تنتظره ومن ينتظرك وهناك من تعب لأجلك ومن تتعب أنت الان لأجله. لن تكون سعيدا سعادة كاملة لوحدك، فالسعادة أجمل مع الآخرين و كما قال محمود درويش:
وأنت تعد فطورك فكر بغيرك
لا تنسَ قوت الحمام
جريدة الاتحاد السبت 28 أبريل 2012