كاتب سعودي
تظل مقاومة التغيير والممانعة من الطبيعة البشرية عند تلقي كل شيء جديد وهناك ثمة اختلاف بين (التغير) و(التغيير) فالأخير يتدخل الإنسان في إحداثه وغالباً ما يكون مخططاً له للوصول إلى أهداف محددة؛ بينما التغير فإنه يكون تلقائيَّاً وعشوائيَّاً وليس مقصوداً بحد ذاته.
ربما قد يجهل كثير من الأجيال الجديدة أن «تعليم» المرأة وليس شيئاً آخر كان بعض أفراد المجتمع يقف ضده في عهد الملك سعود؛ وربما يغيب عن بعضهم أنه عندما صدر قرار بتعليم المرأة تم وضع العسكر أمام مدارس البنات لعدة أشهر لحراستها من المعارضين لحين استتباب الأمور!! وقد كان رد الملك فيصل عندما كان ولياً للعهد من أجمل وأحكم وأبسط الردود للمعارضين عندما قال «إن فتح المدارس للفتيات هو أمر من جلالة الملك سعود، والذي لا يرغب في إلحاق بناته بالمدرسة فله الحرية بذلك»! أسوق تلك القصة للمعارضين لوجود السينما وقوفاً ضد التغيير.. فالسينما كانت موجودة قبل 30 عاماً وجاءت الصحوة وألغتها والذي يشعرنا بالحسرة أن السينما موجودة الآن في أرامكو وجامعة الملك عبدالله فما المشكلة؟!
إن أجمل ردٍّ للمعارضين على وجود السينما هي مقولة الملك فيصل.. ستعود السينما سواء «بالتغيير» أو «التغير»؛ لأن الحياة في تحول وحراك ولن ترضخ للثبات والجمود.. ستمر السنوات وربما نجد من يكتب مقالاً بعد 30 عاماً أن السينما كانت ممنوعة لترتسم علامات الذهول كتلك التي ترسم الآن عن حكاية رفض تعليم المرأة!
المصدر: الشرق
http://www.alsharq.net.sa/2014/09/12/1217787