سلمت اليوم اللجنة الوطنية للحج والعمرة خطاباً لوزارة الحج، بين طياته يحمل شكوى ضد الجهة المشغلة لقطار المشاعر، والتي اتهمتها بأنها تسببت في قصور أدى إلى تخلف 70 ألف من حجاج الداخل عن الصعود على متن القطار، رغم امتلاكهم للتذاكر وتحمل الشركات مسئولية نقلهم عبر الحافلات إلى مشعر مزدلفة على نفقتها.
وأوضح سعد القرشي عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة، أن اللجنة قامت أمس بتسليم وزارة الحج عبر أسامة فيلالي رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة خطاب شكوى ضد الجهة المشغلة للقطار، مفيداً أن الخطاب يحمل العديد من مطالب شركات حجاج الداخل التي كانت من أكبر المتضررين.
وقال القرشي: “الشكوى تحمل ضمن محتواها تفصيلاً لذلك الانفلات الغير مضبوط أو منتظم والذي حدث عند محطات القطار في مشعر عرفات، حيث لاحظنا أن هناك من كانوا يقفون في المحطات وهم لا يحملون تذاكر، وتم نقلهم عبر القطار رغم وجود مستحقين فعليين من حجاج الداخل لديهم تذاكر، إلا أنهم ظلوا ينتظرون لفترات طويلة امتدت ما بين 3- 5 ساعات وهم في انتظار أن يحصلوا على مقعد ولكن دون جدوى”.
وأبان القرشي أنهم لكي يتغلبوا على هذا الأمر ويستطيعوا أن يوصلوا الحجاج المتعاقدين معهم إلى مشعر مزدلفة قبل فوات الوقت الشرعي لذلك، اضطروا لنقل أكثر من 70 ألف حاج عبر حافلات قامت الشركات باستئجارها على حسابها الخاص، مبيناً أنهم في الشركات الآن مهددون من قبل الحجاج الذين تعاقدوا معهم بشكاوهم لدى الجهات المسئولة، لاعتقادهم أن الشركات هي التي قصرت في أدوارها رغم تواجدهم في أوقاتهم المحددة عند البوابات الخاصة بمحطات القطار.
وأكد القرشي أن هناك خطاب إلحاقي جاري إعداده في الوقت الحالي من قبل شركات ومؤسسات حجاج الداخل، سيتم عبره المطالبة بتعويضات يصل مقدارها إلى أكثر من 500 مليون ريال، وذلك حتى يتم تعويض الحجاج الذين تضرروا من مشكلة تأخرهم أو نقلهم عبر الحافلات رغم التزامهم معهم في العقود المبرمة بينهم على نقلهم عبر القطار في مشعر منى وعرفات ومزدلفة.
وأشار القرشي أن لديهم فريقاً يعمل الآن على إعداد ملف الدلائل للوقائع التي حدثت عند بوابات القطار في مشعر عرفات، مبيناً أنهم يمتلكون صوراً وأفلام فيديو توضح صحة مطالبتهم، حيث أنهم وثقوا ورصدوا جميع ما حدث في الموقع من اختلال في عملية التنظيم.
ولفت القرشي إلى أنهم حتى الآن لا يستطيعون تمييز من المتسبب في ذلك التدافع والزحام الذي حدث في محطات القطار، مبيناً أن المحطات كانت تعج بالحجاج سواء كانوا من النظاميين الذين يمتلكون تذاكر وأتوا في موعدهم، أو النظاميين الذين بادروا بالقدوم قبل مواعيدهم المحددة مسبقاً، أو من قبل الحجاج المخالفين للأنظمة.
وتابع عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة: “نحن سنقدم شكوانا بالأدلة إلى الجهات المعنية، وهي التي بدورها ستقوم بتحليل تلك البيانات لمعرفة المتسبب الحقيقي”، مشيراً إلى أنهم يتحرون نتائج اللجنة الخماسية التي وجه الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة بتشكيلها البارحة الأولى، والتي هم يثقون بعدالتها وقدرتها على كشف الحقائق.
المصدر: صحيفة الجزيرة