رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية سابقاً
وفقا لصحيفة الشرق فقد أثار أداء أحد الشباب خلال تقديمه حفل مكة للتميز إعجاب الأمير خالد الفيصل الذي وصف أداء الشاب بـ”المتميز ويدعو للتفاؤل بمستقبل المملكة”.
إعجاب الأمير بالشاب جاء بعد أن تفنن مقدم الحفل الشاب عبدالوهاب الشهري في الصدع بالاقتباسات والتعابير القرآنية والأساليب المجازية المتضمنة مفردات قرآنية طيلة فترة تقديمه فقرات الحفل.
لست أدري ما إذا كان هذا الشاب قد شاور أحدا من المسؤولين عن الحفل حول الأسلوب الذي انتهجه في التقديم والذي لاقى الاستحسان أم لا، ففي ظني أنه لو شاور لن تحظى مبادرته بالقبول، حيث واقع الحال لدينا يقول إن معظم المسؤولين تقليديون ولا يحبون التغيير، وعلاقتهم مع كل ما هو جديد علاقة تنافر، وهم كما أسلفت في مقالة سابقة أسرى لعبارات وكلمات ومصطلحات مكرورة ومألوفة ومملة.
وقد يقول قائل: ما دام هذا هو واقع جل المسؤولين فكيف يستقيم هذا الكلام مع ثناء الأمير خالد الفيصل على ما قدمه الشاب عبدالوهاب، أليس الأمير خالد الفيصل واحدا من هؤلاء المسؤولين؟
أقول حتما خالد الفيصل مسؤول، لكن المتابع لفكر ونشاط ومبادرات خالد الفيصل يدرك أنه شخص غير تقليدي ويكره المألوف ويعشق التجديد ويقف مع كل تغيير يؤدي إلى التألق والإبداع، بل من يتابع خطابات الأمير خالد الفيصل التي يلقيها في أي مناسبة داخل المملكة أو خارجها يدرك أنه واحد ممن كسر المألوف في طريقة كتابة وإلقاء الخطابات حيث لا تعدو كلماته التي يلقيها أسطرا قليلة لكنها جميلة ومباشرة، وعادة ما تحمل أمرا لافتا أو مبادرة نوعية، ولهذا أعجب الأمير بمبادرة الشاب عبدالوهاب لأنه رائد في هذا التوجه.
وبما أننا نتحدث هنا عن الشاب عبدالوهاب وعن الأمير خالد الفيصل أتمنى أن تبادر كل الجهات وكل أمراء المناطق إلى إعطاء الشباب الفرص الكافية لإظهار مواهبهم وقدراتهم وإمكاناتهم مثلما عمل الأمير خالد الفيصل مع شباب وشابات منطقة مكة المكرمة حيث فسح لهم المجال للمشاركة في معظم الفعاليات والاجتماعات والحوارات، وقبل هذا وذك خصص جلسات أسبوعية في قصره للالتقاء بهم ومناقشة أفكارهم وتطلعاتهم ووجه بالاستفادة من رؤاهم واقتراحاتهم، فمن المؤسف أن هذا المنهج الذي اتبعه خالد الفيصل غائب عن معظم القيادات في الوزارات والإمارات رغم أن أغلبية سكان المملكة من الشباب، ولعل من المفارقات الغريبة وربما المضحكة أن الكثير من المذيعين في قنواتنا التلفزيونية ممن يصنفون على أنهم تقليديون ومملون باتوا شبه مطلوبين في كل المناسبات والحفلات المحلية ليقدموا فقرات تلك الحفلات والمناسبات وهذا يؤكد ما قلته إن معظم المسؤولين تقليديون وكأنه وكما يقول المثل: (لا يوجد في البلد إلا هذا الولد).
بقي أن أقول: أعطوا الشباب فرصة، فهناك أكثر من عبدالوهاب الشهري وهناك أكثر من مبدع وأكثر من متألق خاصة عندما يجدون من يحتضنهم ويحفزهم ويستوعبهم مثلما هو حال خالد الفيصل معهم.
المصدر: الوطن أون لاين