شهدت دولة الإمارات حراكاً سياسياً ودبلوماسياً كبيراً خلال الآونة الأخيرة، في سياق الدور المحوري والمهم الذي تلعبه في مختلف الملفات الإقليمية والدولية. وأجرى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، عشرات اللقاءات مع زعماء العالم، سواء داخل الإمارات أو خارجها، بما يرسخ مكانة الدولة على المستويين الإقليمي والعالمي، ويعزز جسور الشراكة والحوار مع مختلف البلدان، ويدعم مكانة الدولة ورفعتها وحضورها الفاعل على مختلف الصعد. وبرهنت لقاءات سموه على أن الإمارات ماضية بحكمة ونهج المؤسسين ورؤية سموه الثاقبة نحو مرحلة جديدة تستكمل بها مسارها التنموي وريادتها العالمية.
لقاءات أبوظبي.. تعاون وتشاور
استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، منذ انتخاب سموه رئيساً لدولة الإمارات في الـ14 من مايو 2022 حتى يوليو الجاري، العديد من القادة والرؤساء العرب والأجانب الذين بحثوا مع سموه سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتبادلوا معه وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
وخلال يوليو الجاري، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في أبوظبي، عدداً من الزعماء والقادة، من بينهم رئيس وزراء جمهورية الهند ناريندرا مودي، وشهدا تبادل مذكرات تفاهم تهدف إلى تعزيز مجالات التعاون بين البلدين في إطار الشراكتين الاستراتيجية والاقتصادية الشاملتين اللتين تجمعانهما.
كما استقبل سموه في الشهر نفسه، رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا، وبحثا سبل تنمية علاقات التعاون وتطويرها إلى آفاق أوسع، وشهدا تبادل مذكرات تفاهم واتفاقيات تهدف إلى تطوير الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين وتنويع مجالاتها.
وفي 19 من يوليو الجاري، استقبل سموه، رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، وبحثا مسارات التعاون ومستوى تطوره في مختلف المجالات، في إطار اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة. وبلغت قيمة الاتفاقيات الاستراتيجية ومذكرات التفاهم التي تبادلتها جهات في دولة الإمارات والجمهورية التركية خلال زيارة الرئيس التركي إلى الإمارات، نحو 50.7 مليار دولار أميركي.
ومنح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الرئيس أردوغان، «وسام زايد» الذي يعد أعلى وسام تمنحه دولة الإمارات لقادة الدول وملوكها ورؤسائها، فيما أهدى الرئيس التركي لسموه سيارة من نوع «توغ» الكهربائية من الصناعات التركية، تعبيراً عن اعتزازه بالعلاقات المتينة التي تجمع البلدين.
وكان من أبرز اللقاءات التي عقدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال الفترة الماضية، استضافة سموه لقاء أخوياً تشاورياً في أبوظبي في 18 من يناير الماضي، حضره سلطان عُمان هيثم بن طارق، وعاهل مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعاهل المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ورئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي، وناقش القادة أموراً عدة من بينها ترسيخ التعاون وتعميقه بين دولهم الشقيقة، عبر مزيد من العمل المشترك والتعاون والتكامل الإقليمي.
ومن بين القادة الذين التقاهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في أبوظبي، خلال الفترة الماضية: المستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس كوريا الجنوبية يون سيوك يول، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، ورئيس رومانيا كلاوس يوهانيس، ورئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، ورئيس توغو فور غناسينغبي، ورئيس رواندا بول كاغامي، ورئيس إندونيسيا جوكو ويدودو، ورئيس بلغاريا رومين راديف، ورئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش، ورئيس تركمانستان سردار بردي محمدوف، ورئيس قرغيزستان صادر جباروف، والمستشار النمساوي كارل نيهامر، ورئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، ورئيس وزراء جمهورية التشيك بيتر فيالا، إضافة إلى عدد من كبار القادة والمسؤولين في الدول الشقيقة والصديقة، ورؤساء وأعضاء العديد من المنظمات العربية والإقليمية والدولية.
وفضلاً عن اللقاءات المباشرة التي استضافها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في أبوظبي، شارك سموه في العديد من الفعاليات مع قادة وزعماء العالم، من خلال الاتصال المرئي، وكان من أبرز تلك اللقاءات، المشاركة «عن بعد» مع قادة أميركا وإسرائيل والهند في قمة «I2U2» في 14 من يوليو العام الماضي. وفي نوفمبر الماضي بحث سموه خلال اتصال مرئي مع الرئيس الأميركي جو بايدن، العلاقات الاستراتيجية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة، وفي الثالث من مارس الماضي شهد سموه والرئيس التركي أردوغان، خلال اتصال مرئي، توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وتركيا.
وفي 20 من أبريل الماضي، شارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن بعد، في «منتدى الاقتصادات الرئيسة الخاص بالطاقة وتغير المناخ» الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جو بايدن، وشهد مشاركة عدد من قادة ورؤساء حكومات دول العالم.
سورية وشعبها في القلب
وكانت للشأن السوري أولوية خاصة لدى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث استقبل سموه، الرئيس السوري بشار الأسد، في 19 من مارس الماضي في أبوظبي، واطلع سموه على آخر التطورات والمستجدات السياسية على الساحة السورية، إلى جانب تداعيات الزلزال الذي شهدته البلاد. وأكد سموه تضامن دولة الإمارات مع سورية ووقوفها إلى جانب شعبها الشقيق. وقال سموه: «إن أشقاءكم في دولة الإمارات يقفون معكم قلباً وقالباً، وإن غياب سورية عن أشقائها قد طال، وحان الوقت إلى عودتها إليهم وإلى محيطها العربي». وتلقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اتصالاً هاتفياً من الرئيس السوري في السابع من مايو الماضي، عقب اتخاذ جامعة الدول العربية قراراً بعودة سورية إلى مقعدها في الجامعة، وخلال الاتصال عبر الرئيس بشار الأسد عن تقدير سورية للدور الذي تقوم به دولة الإمارات من أجل لمّ الشمل وتحسين العلاقات العربية.
يشار إلى أنه بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كانت الإمارات من أولى الدول التي قدمت المساعدة الإغاثية للشعبين السوري والتركي، لتجاوز تداعيات الزلزال المدمر الذي وقع في السادس من فبراير الماضي، من خلال عملية «الفارس الشهم 2» التي شملت فرق بحث وإنقاذ، وإرسال مساعدات إنسانية عبر الجو والبحر.
الزيارات الخارجية.. تعزيز للشراكات الاستراتيجية
وخلال الفترة الماضية، شارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في عدد كبير من القمم واللقاءات العالمية التي جسدت المكانة الكبيرة للإمارات وقيادتها وثقلها وأهميتها في المجتمع الدولي. واستهل سموه أولى زياراته الخارجية بزيارة إلى فرنسا في 18 من يوليو الماضي، وبحث خلالها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، علاقات الصداقة التاريخية الراسخة، والفرص الواعدة لتطوير التعاون بين البلدين، إضافة إلى مجمل التطورات والقضايا الإقليمية والدولية.
وفي 12 من أغسطس الماضي، وصل سموه إلى جمهورية سيشل في زيارة رسمية، بحث خلالها مختلف أوجه العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها وتطويرها، وفي 21 من أغسطس قام سموه بزيارة أخوية إلى مصر التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحثا مسارات التعاون الثنائي وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وفي 23 من أغسطس الماضي، حضر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، «لقاء العلمين التشاوري الأخوي» الذي دعا إليه الرئيس السيسي، بمشاركة عاهل مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وعاهل المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وبحث القادة خلال اللقاء العلاقات الأخوية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك، واستعرضوا عدداً من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية، وتبادلوا وجهات النظر بشأنها.
وفي 25 من أغسطس، وصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى العاصمة اليونانية أثينا، وبحث مع كبار القادة والمسؤولين اليونانيين مختلف مسارات التعاون والعمل المشترك بين البلدين. وفي 27 من سبتمبر قام سموه بزيارة دولة إلى سلطنة عمان الشقيقة، وأثمرت الزيارة توقيع عدد من مذكرات التعاون المشترك بين البلدين، وفي 10 من أكتوبر الماضي قام سموه بزيارة إلى جمهورية صربيا، بحث خلالها مختلف جوانب العلاقات الثنائية والعمل المشترك بين البلدين.
وترأس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وفد دولة الإمارات المشارك في أعمال الدورة 27 من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27)، التي استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية في السابع من نوفمبر الماضي. وفي 10 من نوفمبر قام سموه بزيارة إلى العاصمة البحرينية المنامة، بحث خلالها العلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمع البلدين، وسبل تعزيز التعاون المشترك.
وفي 14 من نوفمبر قام سموه، بزيارة إلى إندونيسيا وبحث سموه تعزيز العلاقات بين البلدين، وسبل تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة، كما شارك سموه في قمة «مجموعة الـ20» في بالي، والتقى خلالها مع العديد من قادة العالم.
وفي الخامس من ديسمبر، قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بزيارة إلى الدوحة، وبارك لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وللشعب القطري، التميز في تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم، كما بحث سموه العلاقات الأخوية وسبل تعزيزها وتطويرها، بما يخدم المصالح المشتركة.
وفي 12 من أبريل الماضي، قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بزيارة إلى مصر، وناقش مع الرئيس السيسي، العلاقات الأخوية ومختلف مسارات التعاون والعمل المشترك بين البلدين.
وفي العاشر من يونيو الماضي، قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بزيارة عمل إلى تركيا، وبحث مع الرئيس أردوغان علاقات الصداقة ومسارات التعاون، والفرص الواعدة لتوسيع آفاقه في مختلف المجالات. وفي 23 من يوليو الجاري، شارك سموه في أعمال «المؤتمر الدولي للتنمية والهجرة» في العاصمة الإيطالية روما، وأعلن سموه إسهام دولة الإمارات بـ100 مليون دولار لدعم المشروعات التنموية في الدول المتأثرة بظاهرة الهجرة غير النظامية.
وبرهنت الزيارات الخارجية التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على مدى اهتمام سموه بالتواصل مع دول العالم في شتى بقاع الأرض، ورسخت النهج الأصيل لدولة الإمارات في سياستها الخارجية القائمة على تنويع العلاقات، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الأشقاء العرب، والقوى الإقليمية والدولية.
المصدر: الامارات اليوم