
فشل مجلس النواب اللبناني للمرة 36 في انتخاب رئيس للجمهورية بسبب فقدان النصاب الدستوري وهو 86 نائباً بعدما حضر72 نائباً وغاب نواب كتلة «الوفاء للمقاومة»، «التيار الوطني الحر» و«كتلة المردة» برئاسة المرشح الرئاسي سليمان فرنجية، رغم مرور نحو سنة وسبعة أشهر على الفراغ الرئاسي ما دفع رئيس المجلس نبيه بري لتحديد موعد جديد في 23 الجاري، إلا أن الجلسة تميزت بالحضور الكبير للنواب بخلاف المرات السابقة.
وشهدت مشاركة رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري بوصفه نائباً لأول مرة، ودعا في مؤتمر صحفي عقده بعد تأجيل الجلسة «النواب الغائبين أن يقوموا بحقهم الدستوري في الجلسة المقبلة» مشيراً إلى أن «الخلافات السياسية ممكن حلها بوجود رئيس جمهورية أفضل بكثير من الفراغ الحالي»،
وطالب الحريري النواب بعدم ترك هذا الفراغ وانتخاب رئيس جديد ،قائلا: «لا أريد اتهام الجميع بالتعطيل وأتفهم الوزير فرنجية، وهناك أمور في حاجة لتبلور عند بعض الفرقاء، وسأتمسك بترشيحي لفرنجية أكثر بعد هذه الجلسة»، خاتماً بالقول: “نحن والقوات اللبنانيةواحد لا تخافوا”.
وقال رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، «إن لا دولة في العالم يحكم فيها الثلث من الهيئة الناخبة فيقول إما هو رئيس أو لا رئيس»، مشيراً إلى أن «الثلث الذي يعطل انتخابات الرئاسة هو الثلث الخاطف ويأخذ لبنان رهينة»، «شبعنا مناورات فمن غير الطبيعي أن يكون هناك 75 نائباً ومنهم 71 مستعدون للتصويت لمرشحين غير موجودين. لنعد إلى مصلحة لبنان واللبنانيين وإذا كان المرشحون يسعون للرئاسة فأقله يحضرون الجلسات».
وكان بري قال في وقت سابق إن لحظة الحسم لم تأت بعد، وأكد أن البديل عن الحوار هو الشارع وهذا ما لا تريده كل الأطراف، وهناك إصرار من الجميع على الحوار، حيث نجح لقاؤه مع الحريري منذ يومين في إعادة تثبيت الحوار الثاني بين «المستقبل» و«حزب الله» بنصابه الكامل، على أن تُعقد الجلسة المقبلة في 16 الجاري، وأن لا تعديل في جدول الأعمال الذي يتناول رئاسة الجمهورية وتخفيف الاحتقان المذهبي، مع التأكيد أن البديل من الحوار هو الشارع، وهذا ما لا يريده أي طرف.
وسبق للنائب فرنجية أن أكد أنه لن يشارك في أي جلسة نيابية من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية «إلا بالتنسيق مع حلفائي»، مشدداً على أنه ينتمي إلى «فريق 8 آذار وعندما يتم الاستحقاق الرئاسي وأنتخب رئيساً سأكون رئيساً لكل لبنان». ولفت فرنجية في تصريح أمس إلى أن «نزولي اليوم إلى المجلس قد يعقد الموضوع أكثر»، متمنياً لو أن «الأمور تنتهي بالتنافس الديمقراطي فهذا طموحنا وهدفنا».
المصدر: صحيفة الخليج