ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
منذ صغري وأنا لا أحب الأرقام، والحساب، والرياضيات، وأبناؤنا اليوم يسمونها (Math) ولا أعرف حقيقة من أين أتى هذا البغض ..!! هل السبب جيني، فأنا آخر العنقود ومن عائلة جميع أفرادها من ذوي ( التخصص الأدبي ) ..!! أم أن السبب كان مدرساً حمشاً أدخل في نفسي عقدة الأرقام بأسلوبه التعليمي العقيم ..!! الواقع أنني لا أعلم ماهو السبب.
دائما وأبدا كنت عند مشاهدة الأرقام أمر عليها مرور الكرام، وعند قراءة معادلة رياضية تصيبني حالة من الغثيان والدوران ..!! أنا لا أبالغ .. أعترف وأنا في كامل قواي العقلية، أن هذه الأرقام لا تعرف إلى ذهني سبيلا.
مرت الأيام والشهور والسنون، ومن غير سابق إنذار، بدأت زوجتي دراستها العليا، وماأدري ألحسن حظي أم لسوء حظي أنها أحبت تخصص ( الإحصاء التطبيقي ) هكذا من غير استئذان دخلت بيتي مجموعة من الأرقام والمعادلات والمصطلحات التي ما أنزل الله بها من سلطان .. في عالمي الخاص على الأقل ..!!
يوم بعد يوم بدأت تقع بين يدي كتب في الإحصاء، وهناك ورقة على طرف المكتب في البيت عليها مجموعة من المعادلات، وأحيانا في السيارة ورقة مقصوصة من دفتر عليها مجموعة من المشاريع الإحصائية المقترحة، وبطبيعة الحال بدأ نقاش بيني وبين زوجتي عن دراستها تتخللها أحيانا مصطلحات طريفة في مجال الإحصاء،ومع مرور الوقت اكتشفت أن الرقم أصبح يدخل في أغلب أمور حياتنا، بل أصبحت لغة الأرقام وسيلة نجاح للكثير من المؤسسات والمنظمات العالمية.
بعد عودتي من الدراسة في بريطانيا باشرت العمل في الإدارة العامة للجودة الشاملة – مركز أبحاث التميز، وهنا التقيت بموظفين متميزين أقولها وبكل أمانة، ووجدت في هذا المركز قسماً خاصاً بالمقارنات المرجعية، فسرني هذا التوجه الجديد، لذلك تداولت مع مسئولة القسم الأستاذة/ أسماء زينل الحديث عن هذا العلم، مع البحث البسيط في الشبكة فاكتشفنا أن المقارنات المرجعية ومع بداية الأزمة المالية في العام 2008 أصبحت هي الأداة الأولى لتطوير الأداء في المؤسسات العالمية ( دراسة أجراها مركز بحثي بريطاني في مجال الأعمال ).اقرؤوا قصة شركة زيروكس وكيف انتقلت من حال الخسارة لحال الانتصار في غضون سنوات بفضل هذه الأداة التطويرية، بل كيف تطورت سنغافورة وهي التي تطبق المقارنات المرجعية في 30 قطاع حكومي.
المقارنات المرجعية ليست أرقاما فقط بل جانب رئيس فيها يقوم على لعبة الأرقام، لذا من اليوم فصاعداً لم يعد ثمة مجال لكره الأرقام، بل لابد من بدء صفحة جديدة معها، ليس لأنني أحبها، لا والله، ولكن لأنني أريد أن أصبح ” رقما صعبا” في معادلة النجاح ..!!
خاص لـ ( الهتلان بوست )