كاتب إماراتي
سأصدقك القول..
الحب من عند الله..
أحببته حين شدا بـ«صاير إنتا سندباد».
كنت أحياناً أسمعها ثم أستغفر، وأحياناً أخرى أستغفر، ثم أسمعها!
وأحببته حين وصل إلى ما يعرف بالقمة/القاع، بحسب المتحدث، وفي أي اتجاه يتحدث.
أحببته حين أصبح ثورياً يطالب بالحريات، ويقف في وجه الميليشيات الدموية التي تعطي ولاءها لما وراء حدود العروبة، على حساب أبناء الوطن، والمصير الواحد،
أحببته حين رحل أو حين جاء، وأحببته حين عاد أو حينما ارتحل، أو قل انتكس، إن شئت هذا، لا يهم بحسب أي أرض تقف عليها، وأي عرض تنتوي انتهاكه اليوم!
لحية فضل شاكر، التي أصبحت قضية لبنان والوطن العربي الأهم، في فترة ما، هي فعلياً ليست لحيته صدقني، لا أقصد أنها تركيب، ولكنها حقيقة لحيتنا جميعاً، هي ذلك الرمز الذي نضعه في أحيان معينة لظرف معين، ثم نراجعه أو نتراجع عنه.
لحية فضل شاكر حين وضعت فقد أظهرت مخاوفنا كلها، في داخل كل منا فضل شاكر، يخاف على «طرابلس» الخاصة به، بعضنا يخاف عليها من دولة تعتقد أنها عظمى، وبعضنا يخاف عليها من ميليشيات الموت، وبعضنا يخاف عليها من انقلابيين جهلة «يحوثون» النار أينما وجدوا، نختلف في درجات الخوف، ونختلف في طرق التعامل معه، البعض يتجاهل كل المؤشرات ويردد أن الأمور طيبة، حتى يجد نفسه يُطارد كمطلوب للعدالة بتهمة الإرهاب، والبعض يكتفي بلحية، والبعض يضع سلاحاً على كتفه، والبعض يقوم بضربات استباقية، إلا أن ما يجمعهم هو أنهم يعلمون أن هناك خطراً شريراً، وقلة هي من تعرف كيف تتعامل معه.
ربما كان خصوم فضل شاكر خائفين مثله من مستقبل لن يحمل لهم إلا الذبح، فهم يتعاملون بالمثل، ربما كانوا يرون أننا لن نعترف بهم قط، طالما ننظر إليهم كطابور فارسي خامس، فهم يصنعون صنيعة بنت جحا، التي ضربت قبل كسر الصحون.
الحكاية لن تنتهي طالما أن كلينا لا يجرؤ على طرح الأمور بصراحة ووضوح، ووضع المخاوف جريئة وصريحة على الطاولة، لن تنتهي الحكاية، وسنبقى نحن نحلق لحانا يوماً ونطلقها يوماً، وسيبقون هم يبحثون عن الحماية، وإن كانت لدى العدو الأول.
ويبقى حلاق الحي هو الرابح في كل الأحوال.
المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2015-05-03-1.780593