شكلت مجموعة الإجراءات المطبقة في دولة الإمارات خلال استضافتها لمجموعة كبيرة من الأحداث والفعاليات منذ بداية العام الحالي، وزخم أجندتها المستقبلية التي يتصدرها معرض إكسبو 2020، ما يمثل «محاكاة» لواقع الحياة ما بعد «كورونا».
وعلى الرغم من المعاناة التي تشهدها العديد من المناطق والدول جراء تفشي الجائحة، فإن الإمارات استطاعت أن تحدد مسار التعافي عبر مجموعة متكاملة من العوامل والخطوات التي جعلتها قادرة على تحديد إلى أي مدى يمكن للعالم أن يعيد الحياة للقطاعات المختلفة بشكل محكم دون إخلال بمنظومة احتواء الفيروس.
وتجني الإمارات اليوم ثمار الاستباقية في توسيع حملات التطعيم التي شملت 78.11 من إجمالي الفئة المؤهلة من السكان، وإحكام السيطرة على مستوى التفشي عبر الفحوصات الدورية للسكان، والتي تجاوزت أكثر من 49 مليون فحص، وهو ما أسهم في اقترابها من الوصول إلى نسب المناعة المجتمعية المطلوبة لإعادة تطبيع الحياة.
وعززت مجموعة البروتوكولات الصحية والتنظيمية التي شملت المنظومة التعليمية والقطاع الطبي، وقطاعات الطيران والفندقة، ثقة العالم في الدولة وتصنيفها ضمن أكثر الدول كفاءة في استضافة الأحداث والفعاليات الدولية الكبرى.
إلى جانب ذلك، شكلت المكانة السياحية للدولة عاملاً حاسماً في اختيارها وجهة دائمة للعديد من المناسبات والفعاليات في مختلف القطاعات، مستفيدة في ذلك من قائمة الخيارات السياحية والترفيهية والخدمية التي توفرها مختلف مدن الدولة.
وباتت مدن الإمارات المختلفة مقصداً للعديد من الفعاليات الرياضية والاقتصادية والثقافية والفنية الدولية، فيما أسهمت مرونة أنظمة تأشيرات الإقامة والزيارة في تحويل الإمارات إلى مقصد للكثير من المشاهير والنجوم العالميين.
وشهدت الإمارات زخماً واضحاً في استضافة الفعاليات منذ بدء العام الحالي، من خلال تنظيمها العديد من المعارض والبطولات الرياضية مثل معرضي «آيدكس» و«نافدكس» للصناعات الدفاعية، ومعرض جلفود للصناعات الغذائية والمشروبات، و«طواف الإمارات» للدرجات الهوائية، وغيرها من الأحداث التي تميزت بمشاركة واسعة من مختلف دول العالم، وصولاً إلى معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
ولعبت المراكز العالمية المتخصصة في استضافة المعارض والفعاليات كمركز أبوظبي الوطني للمعارض، ومركز دبي التجاري العالمي، ومركز إكسبو الشارقة، دوراً حاسماً في تعزيز كفاءة تنظيم واستضافة قائمة ثرية من الفعاليات والمعارض العالمية طوال العام.
وأعادت الإمارات مستويات الثقة والتفاؤل بقدرة العالم على الوصول إلى أبعد نقطة في مسألة التعايش وإعادة تطبيع الحياة بعد الجائحة. وقد حلت الإمارات في المركز الحادي عشر عالمياً، والأول عربياً على مؤشر «بلومبيرج» لأفضل الدول مرونة في التعامل مع جائحة «كوفيد- 19»، محققة 66.4 نقطة على المؤشر العام، الصادر في مارس الماضي.
وتمكنت الإمارات من الوصول إلى هذه المرتبة المتقدمة إقليمياً وعالمياً، بفضل الإجراءات الحاسمة والسريعة التي اتخذتها منذ تفشي الوباء، بعدما تعاملت مع الفيروس بشكل أكثر فاعلية وبقدر أقل من تعطيل الأعمال والمجتمع.. كما تعتبر الوفيات المسجلة في الدولة جراء الفيروس من بين الأقل في العالم.
المصدر: وام