كاتب سعودي
ـ كل مدير تعليم يخاف من الإعلام؛ فهو يريد إخفاء حقيقة يعرف تماماً أنها ستفضحه وتعريه إن خرجت للناس، ولأنه يعيش على تلة عالية من الفساد والمفسدين المقربين يشعر دائماً أن الإعلام هو نهايته الحتمية، وهذا ما يجعله يبالغ في التحفظ والوسوسة، وينشر الإشاعات عن الإعلام والكُتاب، ويصفهم بكل منقصة حفاظاً على ما يعتقد أنه مكتسبات مستحقة له شخصياً ولدائرته النفعية الضيقة.
ـ ولذلك سيتعب هؤلاء كثيراً في وزارة خالد الفيصل الذي تعود على الشفافية والتواصل البناء والمثمر مع الإعلام، وسيشعرون بأن مصطلحات الهروب التي كانوا يرددونها في كل اجتماع وأمام كل وسيلة إعلامية ستُصبح غير نافعة لهذا العصر؛ ما لم يغيروا من قواعد العمل الرتيبة التي ألفوها وبقوا في مناصبهم بسببها.
ـ في اجتماعه الأول بمديري التعليم قال الأمير خالد الفيصل «إن القياس والتقييم سيكون هو ديدن التعامل في الوزارة؛ إما أن نضيف أو نترك العمل لغيرنا» وهذا الكلام مزعج جداً لمن تعود لسنوات طويلة أن يكون منصبه شرفياً أو استغلالياً لا علاقة له بالتعليم والتربية إلا من باب أحب الصالحين/ العاملين ولست منهم!!
ـ بعد هذا الاجتماع وما ورد فيه من كلام مهم أستطيع أن أقول بثقة إن خالد الفيصل الذي نعرفه جميعاً قد بدأ الآن في ممارسة صلاحيات عمله، وأن من حقنا وفقاً لذلك أن نأمل الكثير لمستقبل أولادنا وبناتنا، وربما سنشاهد بعد هذا الاجتماع تغييرات مهمة ومستحقة في صفوف مديري التعليم، وخصوصاً الذين لا يجدون في أنفسهم القدرة ولا الكفاءة على الاستمرار وفقاً لمتطلبات العصر الجديد.
ـ تطبيق خارطة طريق التعليم على أرض الواقع ليس بالأمر السهل، ولكن عندما يكون المشرف الأول على تطبيق هذه الخارطة المنتظرة هو خالد الفيصل يختلف الوضع تماماً، ويمكن أن نحلم حينها بمنتهى الثقة باستبدال المرتبكين وأصحاب الأجندات الهدامة أو النفعية الفاسدة بيسر وسهولة.
ـ الحقيقة التي لا تغيب عن بال أحد أن التعليم إن لم يتطور في عهد خالد الفيصل فلن يتطور أبداً، وهذا ما يعرفه ويؤكد عليه المنصفون دائماً، وأولى خطوات التطوير الحقيقي هو التخلص الفوري من كل إعاقة بشرية تعيش عالة على المنصب وتعتاش به!!
المصدر: الشرق