لماذا يستخدم النظام السوري “المنظومة الروسية” في جوبر؟

منوعات

تتداول وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة معلومات عن استعمال الجيش السوري منظومة مكافحة الألغام الروسية “يو أر 77” في حي جوبر، الذي يعدّ المدخل الجنوبي الشرقي للعاصمة دمشق، والذي يشهد معارك ضارية بين الجيش السوري النظامي ومسلحي المعارضة.

والمنظومة الروسية تستطيع تحقيق خروق وانفجارات ضخمة تمكِّنها من هدم وتدمير كل شيء ضمن مساحة بطول 90 متراً وعرض 6 أمتار، وتطلق النار عبر حبال صاروخية مزودة بعبوات ناسفة، واستخدمها الروس في “حرب الشيشان” الثانية لتدمير الأبنية التي يتحصن داخلها المسلحون ولتفجير العبوات والألغام.

ويقع الحي على الطرف الشرقي للعاصمة، وهو متصل من جهة الشرق بمعاقل مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية.

كما تقع في الجهة الغربية من الحي “ساحة العباسيين”، التي تعدّ من أكبر الساحات في دمشق، ويتم استعمال هذه المنظومة للمرة الأولى في جوبر من قبل الجيش النظامي. 

ويشهد الحي اشتباكات يومية بين الجيش والمعارضة، ويسعى النظام للسيطرة على الحي من أجل تأمين وحماية العاصمة دمشق، وكي يمنع دخول مقاتلي المعارضة دمشق ولمنع تساقط قذائف “الهاون” وصواريخ “الكاتيوشا” التي تطلقها المجموعات المسلحة من الحي وتستهدف أحياء العاصمة.

وسقوط الحي يجعل الجيش السوري أقرب إلى معقل المعارضة السورية في مدينة دوما الواقعة في ريف دمشق، حيث يتواجد زهران علوش قائد “جيش الإسلام”.

وتتواصل المعارك العنيفة  شرق دمشق، وخصوصاً في جوبر ومحيطها، في عين ترما وزملكا، إذ يقوم الجيش السوري بالتقدم وتضييق الخناق على الحي عبر سيطرته على المناطق القريبة منه، مستخدماً قوة نارية كبيرة لكسر دفاعات المعارضة.

ووفق تقارير إعلامية، تسلل فجر الثلثاء الماضي عدد كبير من عناصر “جبهة النصرة” إلى الخطوط الخلفية للمعارك الجارية في عمق منطقة المسالخ في الحي، عبر نفق حفروه سابقاً وانتشروا في منطقة شبه خالية من عناصر الجيش السوري، محاولين الوصول إلى ساحة العباسيين، وخلال الساعات الأولى للهجوم وصلوا إلى نقاط متقدّمة وقريبة من آليات الجيش والدبابات، حيث كان أحد أهدافهم الاستيلاء عليها.

وأكد القائد الميداني للعملية في الجيش السوري لوسائل الإعلام، أن “المحاولة كانت فاشلة، ولو نجحت لكانت العناصر المهاجمة قد هددت أمن العاصمة وفتحت ثغرة باتجاه ساحة العباسيين”، وأوضح أنه “عادة ما تكون الخطوط الخلفية ضعيفة في المعارك، بحيث يكون ثقل المعركة على خطوط التماس”.

وفي شهر حزيران (يونيو) الماضي، انتقلت “حرب الأنفاق” بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة إلى حي جوبر، حيث اخترق معارضون ضمن”معركة كسر الأسوار” عن العاصمة عدداً من الأنفاق التي جهزها الجيش الحكومي منذ أسابيع.

وأفاد موقع “كلنا شركاء” المعارِض حينها، أنه جرى “اكتشاف عدد من الأنفاق شرق دمشق تبين أنه تم تجهيزها بمستلزمات الإنارة وحُفرت بحفارات كهربائية تبدأ بحفرة عميقة تصل لحد أدنى عشرة أمتار وتتشعب إلى طرق وفروع تحت الأرض، وهي تحمل طابعاً احترافياً، إذ وصل الحفر إلى أغلب مقرات الجيش الحر في المنطقة وكاد تجهيزها ينتهي قبل اختراقها من المعارضين”.

“الحرب الفعلية” في سورية تدور تحت الأرض، حيث توجد مدينتان: واحدة فوق الأرض وأخرى سفلية، وهي أكثر واقعية من الأولى. ولتفادي نيران القناصة، حفرت أنفاق ضيقة وضعت فيها مصابيح إضاءة. والطبقة السفلية الأولى من الأنفاق مخصصة للإمداد، والثانية للتواصل بين المواقع، والثالثة لإجلاء الجرحى، أما الطبقة الأخيرة التي قد يصل عمقها إلى 12 متراً، فتكون مفخخة.

المصدر: عباس عبدالكريم – الحياة