ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
هذا هو المقال الثاني، الذي أكتبه عن موقف يحدث لي في قرية «تسجيل»، الواقعة على شارع الشيخ محمد بن زايد في إمارة الشارقة، ولا أدري ما قصتي مع «تسجيل»، ففي المرة الأولى كان الموقف سلبياً للأسف، لكن ـــ ولله الحمد ـــ كان الموقف الثاني إيجابياً للغاية. ففي صباح يوم سبت، قبيل إجازة عيد الأضحى الماضي، ذهبت لتجديد ملكية سيارتي متبعاً الإجراءات المعتادة، وقدّر الله أن تقع معاملتي بيد موظفة متميزة، لم تكتفِ بإنهاء الإجراءات المطلوبة بسرعة فائقة، بل كانت لبقة في الحديث معي ومع بقية المراجعين، لم يستغرق الأمر طويلاً، تسلمت الملكية وخرجت، وفي الطريق إلى سيارتي، تذكرت تغريدة من إنسان مبدع من دولة الكويت، اسمه الأستاذ عبدالرحمن المطوع @boafnan يقول فيها:
«لو سمحت؛ نادِ المدير..!»، جملة نسمعها من متعامل غضبان من تعامل أحد الموظفين، فلماذا لا نذكرها عندما يخدمنا الموظف بكفاءة، فنطلب المدير لشكره!
حينذاك، عدتُ قاصداً مكتبَ الموظف المسؤول، وقلت له: اسمح لي بأن أقدم شكري وتقديري لك، ولتلك الموظفة المتميزة الجالسة هناك، لأنها مخلصة ومتميزة.
وخرجتُ منتشياً، لكنني ـــ وأنا في طريق العودة ـــ راجعت هذا الموقف فوجدته ناقصاً، وتمنيت لو طلبت المدير وذهبنا للموظفة وشكرتها أمامه، لكنْ «سبقَ السيفُ العَذل».
والآن تعالَوا لنحلل هذا الموقف، كم كلفني من مال ووقت وجهد؟ من مال لا شيء! من وقت بين 3 و5 دقائق، من جهد خطوات عدّة، لكن أثره فيّ كان عميقاً؛ إذ أحسست براحة نفسية، ومَنْ منّا لا يحبُّ الثناء سواء كان موظفاً أو مديراً أو مراجعاً!
قرأتُ دراسةً، مَفّادُها: من كل عشرة في العالم العربي، هناك واحد يعمل بإخلاص، واثنان يشكرونه على عمله، وثلاثة يشككون في نياته، وأربعة يرددون له يوميا لن تنجح..! فالحمد لله أنني كنت من الاثنين، ولم أكن من البقية!
المصدر: الإمارات اليوم