ليلة هروب السعوديين!

آراء

وها نحن نعود نسأل ذات السؤال عند كل إجازة: لماذا يتسابق السعوديون للهروب إلى خارج حدود وطنهم ليلة كل إجازة؟ في ظني أن غالبيتهم لايذهبون للسياحة. إنهم يهربون تحت مظلة السياحة. ولا بأس في ذلك. فكلنا نحتاج أحياناً للهرب من ضغوط الحياة ومشكلاتها. وما الإجازة -أحياناً- إلا رحلة نهرب فيها من روتين العمل والمناسبات الاجتماعية.

كتبتها قبل سنوات وغضب من غضب: العائلة السعودية لاتسافر خارج حدود وطنها من أجل السياحة قدر بحثها عن فرصة تعيش فيها حياة طبيعية بعيداً عن عيون المراقبة ولقافة الفضوليين. فرحلة عائلية للسوق أو السينما هي نمط حياة معتاد في دول الجوار. والذهاب مع العائلة لمطعم أو حديقة عامة ليست سوى فقرة على جدول العائلة الأسبوعي عند أهلنا في دول الجوار. نحن ينطبق علينا المثل الشهير: “يا من شرى له من حلاله علة”! فقد ورطنا أنفسنا في سلسلة من التعقيدات صارت لاحقاً محفزا كبيرا للهرب الكبير عند أي فرصة. وحينما نهرب منها في بلادنا نركض إليها خارج بلادنا.

بعضنا يحلل خارج الحدود ما يحرمه داخل الحدود. فالسينما -مثلاً- حلال عنده في البحرين والدوحة ودبي لكنها عنده حرام في أبها وتبوك والرياض. والمطعم المختلط مقبول -بل مفضل- عنده في دبي لكنه مستحيل عنده في الرياض. ما يرفضه في السعودية، من نشاط عائلي جماعي، يبحث عنه -بل يهرب إليه- خارج السعودية. ومع ذلك نعيد ونكرر السؤال: لماذا يهرب السعوديون بمئات الآلاف إلى خارج بلادهم في الأعياد والإجازات؟

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٣٢٠) صفحة (٢٨) بتاريخ (١٩-١٠-٢٠١٢)